Page 36 - مجلة عمران-العدد الثاني
P. 36
مع المحرر
¿Gó©L OGRƒf
منيوٍمخرَتتجُهإلىالعمل،إذنكممّرعليكعلىهذاالحال؟!..نعممضتعشرسنواتمنذانضماميإلىالدائرة،فيالطريق أتفرس وجوه الشجر في حديقة الناصرية، أشجار لها رائحة عتيقة من الذكريات اولى تشبه وجوه آبائنا وأجدادنا.. كريمة رغم قساوة الطقس، أمضي وأصل إلى الباب الرئيسي.. الكثير من امور تغيرت وأيضا الجدران والطرق.. كأنها تستفهم مني ثم تجاوبني..لقدحفظُتصوتوقعخطواتكوعددها.أمضينحوجهازالبصمةلقدتغيرتتلكالطريقةالقديمةحينكان الموظفونيوقعونعندمراقبالدوام..هي ُسّنةالتغييروالاتجاهنحوالتقنية..ُأصّبحعلىالموظفينالمبتسمينفيمركزسعادة المتعاملين وأتساءل عن هذا المراجع الذي جاء قبل موعد الدوام الرسمي.. ترى ما امر الضروري الذي دفعه للاستيقاظ باكرا وتكبدعناءالمجيء؟!...أمّرصادفمهندسيوموظفيإدارةالصيانةوهميهّمونبالخروجإلىالمواقعانشائيةمتسلحين بالعزيمة ومشرقين بعيونهم الناعسة، وفي الطرف اخر صوت جدال مهندسي إدارة المشاريع مع المقاولين والوعيد بإنهاء
المشروع بأقصى سرعة، ما أصعب هذه الصراعات من بكرة اصباح!.. أقترب من مكتبي سمع صوت ضجيج وجلبة في قسم العلاقات العامة وهم يتجهزون حياء فعالية وبالمقابل من مكتبهم صوت المذياع في قسم اعلام، إنها أمور يومية محببة وأليفة بدونها تشعر وكأن شيئا ينقصك.. إنه ورق الذاكرة التي لا تحرقه أعتى ايام.. يدق الهاتف جيب عليه وأقابل موظفي الموارد البشرية وهم يعملون بجد وكأن اوراق تنضج بين يديهم كخبز الصباح..ألتفتورائيجدالموظفينفيمركزتقنيةالمعلوماتيحملونالحواسيببكلجدمثلمجموعةفلاحينمحّملين بمناجلهم على متن ج ّرار صوب الحقول.. في كل احوال.. ما أجمل طعم الصباح بوجوه محبة للحياة .. تتنفس الندى من بتلات الزمن .. هي أمور ستبقى للذكرى وحين يأتي الليل ستكون كمثل صديق قديم يعيدك إلى العافية اولى.. وان أن ْت وكما تقول فيروز " كيفك أنت " ماذا تفعل على مكتبك؟!..
مجلة عمران | 31