Page 26 - Demo
P. 26
بيان صادر عن
المجمع المقدس لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
دمشق، 14 نيسان 2020
الأبناء. إلا أن كنيستنا، التي شهدت في تاريخها مراحل صعبة ّشردت أبناءها وقديسيها، بقيت وتبقى مجتمعة حّيةمتحركةمعهمومشعبها،وحاضرةفيصلواتأبنائها الذينيقيمونفيعشرةالكتابالمقدسويكّونونبهياكلهم
الساجدة ذبيحة ح ّية على مذبح الرب أينما ُوجدوا. لذلك، فإن أول ما ندعوكم إليه هو معالجة هذه المشاعر، والثباتفيالفرِحالإلهيالذيلاتحجبهالمعاناة،بتكثيف صلواتكم اليومية وانكبابكم على قراءة الكتاب المقدس وكتابات الآباءالقديسينوِسَيرهموعلىكلمايجعلمنبيوتكمكنائس صغيرة تنبض القلوب فيها بالأدعية، متذكرين أن «ملكوت الله فيداخلكم»(لوقا21:17).ارفعوا،ياأحبة،بعضكمبعًضاإلى الرب، وارفعوا العالم معكم َبمرضاه و ُمصابيه وفقرائه وم ّشرديه ومخطوفيه وضحاياه. ارفعوا علماءه وأطباءه وممرضيه المنكب ّين على إيجاد ما يخلّصه من ِمحنه. ارفعوا العمال والذين يحافظون على النظافة العامة والساهرين على حفظ الأمن والانضباطوكلالجنودالمجهولينالذينيعملونمنأجل راحتكموسلامةالمجتمع،معِّرضينأنفسهمللخطرمنأجل سلامتكم وتأمين لوازم الحياة الأساسية لكم. اذكروا رعاتكم. التفتوا إلى المسيح في المساكين الذين يعانون من صعوبة هذه الظروف،وشاركوهمخبزكموخيراتكم.حّصنواذواتكممن كل خوف وهلع لأنكم أبناء من أوجد الحياة، وهو القائل: «ثقوا، لا تخافوا أنا معكم طول الأيام» (متى 28: 2٠). كونوا بذلك الكنيسة الواحدة المجتمعة التائقة إلى ّسر الشكر، التي يريدها الرب، وتُفرحه اليوم. واجعلوا من وقتكم هذا، وقت الَحْجرالإلزاميوالبقاءفيالمنازل،صحراَءتوبةوتوقإلىكل ِشركة،«وقتًامقبوًلا»يُعَملفيهللربوالقريب(2كورنثوس6: 2). اختبروا هذه المرحلة على ضوء خبرة الرهبان الذين كانوا
إلى جميع أبناء كنيستنا الأنطاكية الأحباء، إكليرو ًسا
ورهبانًا وشع ًبا مؤم ًنا،
لتحفظكم،أوًلا،نعمةربّنايسوعالمسيح،وليحّل سلاُمهفيقلوبكمضياًءمنفجرقيامته،واطمئنانًابهإلى الغد الآتي، و «ثباتًا في الإيمان والرجاء» (1 كورنثوس 13: 13)، وفر ِح الأبناء المُفتَدين، وليسلحكم ويقويكم بمحبته التيبها،علىالصليب،«ُهزمآخرعدّو»لحياتنافيهإلى
الأبد (1 كورنثوس 15: 26). نتو َّجه إليكم اليوم، نحن آباء المجمع الأنطاكي المقدس،
بإمامة غبطة البطريرك يوحنا العاشر، كرعاة لمسيرتكم فيالمسيح،وسطمايجمععالمناإلىأشّدمعاناةصحية يشهدها منذ بداية القرن العشرين. نتو ّجه إليكم حاملين إياكم بالصلاة والدعاء، ومعكم كل فرد من أفراد عائلاتكم،
والعالم أجمع. أيها الأبناء الأحباء، تعلمونأنهقدسبقوألَزَمتناهذهالظروفبتعليق
الخدمالكنسية،ودعوتكمإلىالتقّيدبالإجراءاتالعامة المتَّخذة في العالم أجمع وملازمة منازلكم. وقد أتت توجيهاتنا السابقة في سياق حرصنا الشديد على السلامة الجسديةوالنفسيةوالروحيةلكلواحدمنكم،وتجِسيد محبتنا الإنجيلية، كجماعة، لكل أخ لنا في العالم حفظًا على سلامته، والتزامنا في مجتمعاتنا بما تتّخذه السلطات
الرسمية من إجراءات صونًا لجميع مك ّوناتها. إن ما تُشعرنا به هذه الإجراءات غير المعتادة، التي أتتوسطمسيرةصومناالمقدسنحوالفصح،منحاجة وشوقإلىقدساتربناوإلىتشاركنامًعاالت ّضرعوالصلوات فيكنائسنا،لهَوحٌّقيحّركهماغرسهالربفينامن« ّسر»
26 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠