Page 243 - Post Summit_2019_AV
P. 243

وفـيظـلالحديـثعـنالأحـداثالتاريخيـةالشـهيرةلعمليـةالتخريـبوالترميـمالثقافـي،تحّدثـتآنمـاري عفيــش،مديــرةمتحــفبيــروتالوطنــي،عــنتعــُّرضالمتحــفلأضــراربالغــةإثــرأحــداثالحــربالأهليــة اللبنانيـة ثـم إعـادة افتتاحـه مـن جديـد متضـررًا، لكنـه لا يـزال ُمصانـًا، ليعـود مـرة أخـرى إلـى كنـف مجتمـع يرعـاه. وتســتدعي مــن الذاكــرة قائلــة: "كان التحــدي الأول يتمثــل فــي افتتــاح أبــواب المتحــف ودعــوة النــاس إلـى إعـادة الاتصـال بماضيهـم. وقـد بـدا المتحـف وكأنـه متحـف سـريالي يحتـوي مقتنيـات ُمحاطـة بكتـل خرســانية كبيــرة، لــم نكــن نعــرف حتــى مــا الــذي يحتويــه هــذا المتحــف. كنــا متأكديــن مــن أن المجموعــة الفنيـة لا تـزال \[هنـاك\]، لكننـا لـم نسـتطع تحديـد مـا الـذي تأثـر منهـا بشـدة". وبعـد عـدة أعـوام مـن إعـادة التأهيــل والإعمــار، أي بعــد مــرور 41 عامــًا، افُتتــح المتحــف عــام 2016. وتسـاءلت الدكتـورة شـادية عمـا إذا كان خبـراء التـراث، بعـد كل الـذي تعرضـت لـه شـعوب الشـرق الأوسـط وتراثهـا،علـىأهبـةالاسـتعدادحقـًاللتعامـلمـعحجـموصعوبـةتحديـاتمـابعـدالصـراعوالأزمـة. وقالـت: "تعتبـر هـذه المواقـع التاريخيـة أيضـًا مناطـق مأهولـة، فهـي ليسـت مجـرد واجهـات جميلـة وفـن معمـاري حقيقـي، وإنمـا تمثـل مدنـًا تنبـض بالحيـاة لـم يعانـي أهلهـا بفقـدان بيوتهـم فقـط، بـل توقفـت معهــا أحامهــم. هــل لنــا أن نتوقــع منهــم رأب الصــدع بعدمــا فقــدوا بيوتهــم أو مدارســهم أو رفاهيــة الحصـول علـى مصـدر للميـاه الجاريـة؟". كمـا شـككت الدكتـورة شـادية فـي دور البروتوكـولات والمعاهـدات الدوليـة الحاليـة فيمـا يتعلـق بالقيـام بهـذه المهمـة أو حتـى اسـتعداد خبـراء المتاحـف والتـراث، مشـير ًة إلـى ضـرورة حـدوث تغ ّيـر يفـوق تغييـر السياسـة الثقافيـة، بالإضافـة إلـى تولـي مؤسسـات أخـرى للمسـؤولية بجانـب مؤسسـة اليونسـكو. ثـم أضافـت: "علينـا أن نتعامـل مـع الوضـع الجديـد مسـتعينين بالتكنولوجيـا الحديثـة، ولابـد مـن وجـود مـا هــو أكثــر مــن مجــرد التغييــر. فنحــن بحاجــة إلــى مراجعــة كافــة المواثيــق وحتــى الاتفاقيــات والإرشــادات لأننـا عندمـا نتعامـل مـع مدينـة مأهولـة، فإننـا نتعامـل مـع الشـعب ذاتـه، وعلينـا أن نعيدهـا بشـكل وحالـة جيـدة". وأوضــح باولــو فونتانــي أن دور اليونســكو لــم يكــن الاســتجابة الأولــى، حيــث قــال: "أؤمــن بضــرورة توفــر المــأوى والمــأكل ومصــدر الميــاه، بيــد أن البشــر بحاجــة إلــى مــا هــو أكثــر مــن ذلــك". واسـتطردقائـًا:"وحتـىبعـدويـاتالحـربوالدمـار،يظـلالجانـبالفكـريوالثقافـيوالروحانـيجـزءًامـن 60


































































































   241   242   243   244   245