Page 114 - Demo
P. 114

الحسن لم يستطع ذلك فاستعار حمار توفيق الحكيم ليكتب «يوميات حمار وطني». كيف يمكن الحديث عن كل ذلك بتوازن وموضوعية وعمق وشمولية؟! كم هو ظالم اختصار التاريخ!، وكم هو  وري ايضا، كيف يمكن ا زاوجة ب  حق ا بطال والضحايا بامت ك سطر   موسوعة او ذاكرة، وحق التاريخ بان يظل يجري كالنهر دون توقف او نهاية؟ يبدأ التاريخ الفلسطيني دورته بشهيد له اسم وصورة، يكثر الشهداء ت اكم البوس ات، يتقادمون، فيص ون عددا، يجدد التاريخ دورته بمذبحة لها تفاصيل، و عان ما تستحيل ا  اسم يؤرخ  كانها، وا  رقم نختلف ع  دقته، لم نصنع (آن فرانك) من اي مجزرة، كنا نشعر بالخجل من احزاننا،  نها تذكرنا بعجزنا، رفضنا صورة الضحية كنا نراها عارا علينا، خلقنا صورة البطل، ف نا اشبه ما نكون بذلك الكافر الذي صنع ربه من تمر و ا جاع اكله، لقد هشمنا صورة البطل واغتلنا سمعته وعهرنا مس ته، وا ن لم نعد نعرف ان كنا ابطا  ام ضحايا؟! كان من السهل علينا وع  اعدائنا تشويه صورة البطل، فالبطل قابل للتشويه دائما، وبخبث قليل يمكن تصويره ك ير، وتحويل لثامه الثوري ا  قناع قاطع طريق، من يصعب تشويههم هم الضحايا، ونحن لم نكن نحفل كث ا بخلق صورة تجسد شخصية الضحية، تركناها رقما فبات التشكيك فيه واردا وقاب  للنقاش. حملنا الضحايا ووضعناهم   ركن ق  بالذاكرة، واخ نا ابعد واعمق نقطة من هذه الذاكرة لدفن ضحايانا ممن ذبحوا بأيادي عربية. لقد اردنا نسيانهم ع  امل مستقبل تسود فيه ا خوة، او التضامن او التفهم، او مجرد عدم التدخل   الشؤون الداخلية ل خر، امل نبيل ولشدة نبله فان نسيان هؤ ء الضحايا قد   يزعجهم.
113


































































































   112   113   114   115   116