Page 386 - Demo
P. 386

ثوبا حضاريا مثل ماجدة الرومي. ويقول عن عبد الحليم حافظ: انه يخت  تاريخ الغناء وا غني  منذ إسحق ا وص  حتى اليوم. ويقول عن عبد الوهاب انه لم يكن مغنيا عظيما فحسب، وإنما كان متكلما عظيما ومحاورا كمحاوري ا غريق، لقد عرفته   القاهرة عام 1945 ح  كنت دبلوماسيا فيها، ولم أق ب منه شعريا لعلمي أنه   يزال يدور   فلك أحمد شوقي، وح  لحن قصيدتي ا و  «أيظن» لنجاة الصغ ة، التي  بت ا فاق   الستينيات؛ ش َعر عبدالوهاب أنه بحاجة إ  ك م من نوع جديد وصياغات جديدة وصور جديدة، وعندما كان   طور تلح  قصيدة «ماذا أقول له؟» التي أقول فيها: (هنا جريدته...   الركن مهملة- هنا كتاب معا... كنا قرأناه- ع  ا قاعد بعض من سجائره... و  الزوايا بقايا من بقاياه) قال له أحد ا صدقاء الذين ي ددون عليه: إيه ده يا أستاذ؟ أنت بعد ما غنيت «يا جارة الوادي» و»مجنون لي »  م  الشعراء بتلحن ك م السجائر والجرانيل؟! فتوقف عبدالوهاب عن العزف، وقال لضيفه: «اسمع يا سيدي... أنا ألحن هذه القصيدة لنزار قباني  نها قصيدة تتحدث عن الحب ا عا ... وكلمة (سجائر) بالذات... والجرائد... هي التي جذبتني. فهل هناك عاشقان   الع  الحديث يلتقيان   كافت يا و  يكون بينهما جريدة وفناج  قهوة ومنفضة سجائر؟» هكذا كان يفكر محمد عبدالوهاب، وهكذا كان يبحث عن الجديد وا تطور، وقد قال يوما  حد الصحافي    لبنان: صحيح أنني ارتبطت طوي  بشعر أحمد شوقي، ولكن نزار أدخلني بشعره ع  الحداثة.
385


































































































   384   385   386   387   388