Page 15 - Nafahat Ramadan
P. 15

الكعبة الحديثة
ويتوالـى التاريـخ، ومـا زالـت مكانـة الكعبـة باقيـة فـي مكانهـا، بـل وتـزداد أهميـة عنـد كل مسـلم مـن جميـع جهـات الأرض، ومــن يــرد أن يهديــه الله أو يدلــه علــى الإســام فمــا عليــه إلا زيــارة بيــت الله الحــرام والصــاة فيــه التــي تعـادل مئـة ألـف صـاة، وبقيـت الكعبـة محفوظـة حتـى تولـى الحكـم آل سـعود وتحـول اسـم مكـة إلـى اسـم المملكـة السـعودية، واسـتطاعت هـذه الأسـرة أن تحكـم البلـد بالخيـر والإحسـان، وتقـدم كل الدعـم مـن أجـل أن تبقـى الكعبـة باقيـة علـى حالهـا، فبـدأت عمليـات توسـيع الحـرم المكـي حتـى يكـون قـادرا علـى اسـتيعاب كل الأعـداد الهائلـة التـي تأتـي فـي كل عـام لتـزور الكعبـة، كمـا أنهـا عملـت علـى كسـاء الكعبـة وتوسـيع الطرقـات فـي وجـه المصليـن والوافديـن إليـه مـن كل البقـاع، ليكـون خيـر أرض الله بيـد خيـر أهـل الإسـام، وتكـون الكعبـة قـادرة علـى اسـتيعاب الأعـداد الهائلـة التـي تتوافـد إليهـا مـن كل أنحـاء العالـم فـي سـبيل الوصـول إلـى أعظـم مـكان خطـاه الأنبيـاء والمرسـلين، ويكـون شـاهدًا علـى قيـام المسـلمين مـن كل مـكان بالتعـب والجهـد للحصـول علـى الغفـران الـذي أراده الله لعبـاده. وختامـ ًا فـإ ّن ثبـوت هـذا المبنـى العظيـم، وعـدم ضياعـه لهـو دليـل واضـح علـى أن هـذا المـكان حاميـه هـو الله سـبحانه وأن المـكان الـذي يحميـه الله لا يمكـن أن يـزول عـن وجـه الأرض أو
يضيـع مهمـا كانـت التحديـات، ومهمـا كانـت الظـروف.
































































































   13   14   15   16   17