Page 27 - Nafahat Ramadan
P. 27
السـحري السـوداني الاصـول الحلومـر. روائـح تنبعـث فـي القريـة لكنهـا ترتبـط عنـد الجميـع بذكـري جميلـة وهـي اقتـراب وصـول هـذا الضيـف.
حال أهل الريف في رمضان
اهـل القريـة يسـتقبلون رمضـان بـكل البشـر والترحـاب وهـو ضيـف عظيـم سـيحل بيـن الجميـع لثاثـون يومـا. يعمـد كبـار السـن خصوصـا مـن السـكان لتعقـب الهـال فـي أيامـه الأولـى؛ ليتيقنـوا مـن أن صومهـم كان صحيحـا، ويرفـع الكثيـرون منهـم أيديهـم للسـماء بالدعـاء بمجـرد وقـوع أبصارهـم علـى الهـال الـذي يسـمونه «شـهرا».يبدأ اليـوم الرمضانـي بالنسـبة للغالبيـة هنـاك فـي السـاعات الأولـى مـن الصبـاح لمزاولـة الفاحـة، حيـث يكـون الجـو مائـا للبـرودة، ويميـل الفاحـون لقضـاء أشـغالهم قبـل صـاة الظهـر؛ لتجنـب الريـاح السـاخنة فـي الغالـب مـا لـم يكـن الوقـت شـتاء. وتسـتيقظ ربـات البيـوت كذلـك فـي وقـت مبكـر ليتمكـ ّن مـن رعايـة الدواجـن والماعـز التـي غالبـا مـا تشـاطر الريفييـن بيوتهـم الكبيـرة. و يتوجـه غالبيـة النـاس للصـاة فـي المسـاجد الحديثـة أو الأخـرى التقليديـة ذات الطابـع القديـم المبنيـة مـن الطيـن والمعروشـة بعـروق وجريـد النخـل. ويقضـي البعـض وقتـا طويـا فـي المسـاجد عوضـا عـن البيـوت لقراءةالقـرآن، وحضـور حلقـات للذكـر، والـدروس الدينيـة حتـى موعـد صـاة العصـر، وهـو الوقـت الـذي يتوجهـون فيـه لأخـذ قسـط مـن الراحـة. لكـن عـددا مـن كبـار السـن والشـباب الذيـن يقطنـون قريبـا مـن سـوق
المدينـة، يزجـون الوقـت بالحديـث والتسـلية أمـام المتاجـر وربمـا التبضـع إلـى أن تـأذن الشـمس بالغـروب.
ايـام رمضـان أكثـر جمـالا فـي القـري فهـي تبـدا منـذ الصبـاح الباكـر عكـس ماهوفـي المـدن اذ يضيـع الكثيـرون ايـام هـذا الشـهر الكريـم فـي السـهر ويقضـون سـاعات النهـار نومـا ،يعـود اهـل القـري الـي منازلهـم لنومـة القيلولـة ومـن ثـم يبـداون ابتهالاتهـم وعباداتهـم وينطلـق عقـب صـاة العصـر الجميـع لتكملـة المتبقـي مـن اعمالهـم الـذي لـه زرع يتابـع امـر سـقايته واخـرون يجاهـدون مـن اجـل توفيـر السـحور للجميـع بـكل اريحيـة بحلـب الابقـار وتوفيـر كميـات مـن الحليـب النقـي الصافـي الصحـي والنسـوة يتبادلـن ماصنعـن مـن موائـد فتتعمـق العاقـات والصداقـات أكثـر ويلتقـي الرجـال مـن اهـل القريـة فـي اجتمـاع كبيـر طـوال ايـام الشـهر يتحلقـون حـول موائـد الافطـار ومـن خلفهـم الاطفـال ومـا ان يـري واحـد مـن الاطفـال أحـد المـارة أو عابـري السـبيل الا ويصـرخ بعبـارة فيهـا مـن الحنيـة وحـب الخيـر والكـرم الاصيـل اروع المعانـي والعبـارة هـي (يابـا داك زول ماشـي بـي هنـاك ) فيلتفـت الجميـع بمـا فيهـم والـد ذاك الطفـل فتعـم المـكان حالـة مـن الفوضـي الكريمـة فاحدهـم يصـرخ (يـازول هـوي تعـال بيـي جـاي) واخـر (اتفضـل يـازول) ومـن بينهـم مـن هـم أكثـر اصـرار ولايكـون تاثيـر صيـام ذالـك اليـوم كبيـرا عليهـم فينهضـون
ركضـا لاحضـار ذاك الشـخص ويظفـرون بـه .
مائدة رمضان
أمـا المائـدة الرمضانيـة السـودانية فتتـم علـى بسـط مـن سـعف النخيـل مسـتطيلة الشـكل، يصطـف النـاس حولهـا صفيـن متواجهيـن. ويبـدأ الإفطـار بتنـاول التمـر ثـم ( البليلـة ) وهـي عبـارة عـن ال ِح ّمـص المخلـوط مـع أنـواع أخـرى مـن البقـول المسـلوقة، ومضـاف إليهـا التمـر. وهـو طعـام لا غنـى عنـه عنـد الفطـور. ثـم يتبـع ذلـك تنـاول ( عصيـر الليمـون)إذاكانالجـوحـاًرا،أو(الشـوربة)إذاكانالجـوبـاردًا.وتلـيذلـكالوجبـاتالعاديـة،وأشـهرها(الويكـة) وهـينـوعمـن(الباميـة)مـع(العصيـدة)وهنـاكأيًضـاطعـاميسـمى(مـلاحالـروب)وهـوعبـارةعـنلبـنرائـب ممـزوجبقليـلمـنالفـولالسـوداني.وطعـاميسـمى(القَّراصـة)ويـؤكلمـعالإدام.وُيعـُّدطبـق(العصيـدة)مـن الوجبـات التقليديـة عنـد أهـل السـودان، ويتكـون مـن خليـط عجيـن الـذرة المطهـي، ويـؤكل مـع طبيـخ ( التقليـة ) ذات اللـون الأحمـر، ومكوناتـه تتألـف مـن ( الباميـة ) الجافـة المطحونـة وتسـمى ( الويكـة ) مـع اللحمـة المفرومـة.
وبعـد تنـاول طعـام الإفطـار، يحتسـي الصائمـون شـراب الشـاي والقهـوة .