Page 3 - Nafahat Ramadan
P. 3
من أقوال الشيخ زايد
علينـا أن نعـرف أن الديـن الإسـامي هـو الأسـاس.. فالإسـام عندمـا جـاء للعـرب ونحـن منهـم كان عندنـا عـادات وتقاليـد وقـد صحـح الإسـام الكثيـر مـن هـذه العـادات ومنهـا عـادات الجاهليـة السـيئة.. والحمـد لله أن النبـي صلـى الله عليـه وسـلم رفـع الإسـام والمسـلمين بأمـر مـن الخالـق إلـى مسـتوى عـال
وعلينـا أن نحافـظ علـى ذلـك.. وإننـي أوصيكـم بالتمسـك بالديـن والعلـم.
أربعـةعشـرعامـًاانقضـتعلـىرحيـلالمغفـورلـهبـإذناللهتعالـى..الشـيخزايـدبـنسـلطانآلنهيـان، طيـب الله ثـراه، والـذي تصـادف ذكـراه التاسـع عشـر مـن رمضـان، ولا تـزال دولـة الإمـارات ودول العالـم العربـي الشـقيقة تذكـر الفقيـد بشـجن وفيـر، والشـعور نفسـه يتسـاوى لـدى الطفـل والشـاب والرجـل الكبيــر، ولــدى الرجــال والنســاء أيضــ ًا، فزايــد رحمــه الله، بنــى الإنســان وع َّمــر المــكان، وتــرك فــي كل
الإمـارات بصمـة لا تمحوهـا السـنوات..
لقـد عـرف عـن زايـد، طيـب الله ثـراه، أن نشـأته الاجتماعيـة كان لهـا التأثيـر الأقـوى والأهـم فـي تكويـن شـخصيته القياديـة الفـذة، إذ إنـه لـم يلتحـق بالمـدارس النظاميـة أو مؤسسـات تعليميـة أخـرى، ولكنـه كان يســتمد قيــم الرجولــة مــن مجلــس والــده ومعلمــه منــذ الرابعــة مــن عمــره، ممــا جعلــه يكتســب فطنـة وذكاًء حـادًا، يسـتمع وينصـت للحـوار ويـرد بصراحـة وعفويـة، ولـم يسـبق أن رد محتاجـًا، وكان، طيـب الله ثـراه، حافظـًا للقـرآن الكريـم. وعندمـا توّلـى والـده الشـيخ سـلطان بـن زايـد زمـام الأمـور، تميـز
سـموه بالشـجاعة والجـرأة وسـرعة التصـرف والحكمـة.
حيـث اسـتطاع خـال فتـرة حكمـه تحسـين عاقاتـه بالجـوار وتعزيـز مكانتـه بيـن مواطنيـه، رغـم قصـر مـدة حكمـه، وكان الشـيخ زايـد فـي هـذه الأثنـاء طفـ ًا فـي قصـر الحصـن (مقـر الحكـم)، وقـد فتـح عينيـه علـى معانـاة النـاس آنـذاك ومـا كان والـده يفعلـه لمسـاعدتهم، فـأدرك مصاعـب الحيـاة وقهرهـا، وأعطـاه ذلـك الكثيـر مـن الخصـال التـي اختلطـت ببيئتـه البدويـة الإسـامية التـي أضفـت عليـه صفـات
ال َج َلـد والصبـر، وجعلتـه ذا بصيـرة وحكمـة بالغتيـن.
وكان الشـيخ زايـد مواظبـًا علـى حضـور مجلـس والـده الـذي كان يسـتقبل المواطنيـن، ويسـتمع إلـى همومهـم، ويشـاركهم معاناتهـم فـي زمـن كانـت فيـه تجـارة اللؤلـؤ ورحـات الصيـد المصـدر الوحيـد للدخـلفـيالمنطقـة،وكانزايـدالطفـليطـرحدومـًاالأسـئلةعلـىأبيـه؛ليـزدادبذلـكوعيـهوإدراكـه..
وعلـى صعيـد العمـل الخيـري تحـول بفطرتـه إلـى رجـل إحسـان علـى الصعيـد العالمـي، فـكان عطـاؤه علـى ضـوء تعاليـم الديـن الإسـامي، بعيـدًا عـن التباهـي والتفاخـر، ولـم يكـن العمـل الخيـري أو الجـود الــذي عــرف بــه الشــيخ زايــد مقتصــر ًا علــى الإمــارات، وإنمــا امتــد إلــى خــارج حدودهــا ليصبــح أعظــم
محسـن فـي العالـم علـى الإطـاق، وكان لـه دور كبيـر فـي مسـاعدة مئـات الماييـن مـن البشـر.
ارتحـل زايـد الخيـر والعطـاء فـي وقـت كانـت الأمـة العربيـة بأسـرها فـي أمـس الحاجـة إلـى سياسـته الحكيمـة وفكـره الناصـح، المشـبع بقيـم العدالـة والعطـاء والتسـامح وحـب الخيـر.. مضـى الرجـل القامـة وبقيـت ذكـراه العطـرة راسـخة فـي أذهاننـا، كالبصمـة الخالـدة.. إلـى أبـد الآبديـن.
في ذكرى رحيل زايد الإنسانية والعطاء