Page 265 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 265
263 ثقافات وفنون
تحقيق
ناهد راحيل فيصل الأحمر حاتم الجوهري الإسرائيلية الجديدة؛ فجاءت
قصائد لشعراء مثل آفوت
وضع سياسي وتاريخي عالمي وهي بالطبع دعوة غير عادلة يشورون وحاييم جوري
لم يكن لأبناء اليوم أي دور في تطوي رغبة واضحة في استبعاد وناتان ألترمان لتصف
تشكيله. الجرائم الصهيونية المرتكبة عمليات التخريب والدمار التي
فالكتاب الإسرائيليون المعادون أثناء نكبة ،1948والانطلاق تعرض لها الفلسطينيون في
للصهيونية من جهة ،وللعدوان ،1948وكذلك روايات لأدباء
من واقع قائم يهيمن على مثل يزهار سيملانسكي
المستمر على الفلسطينيين، خطابه في الأساس المؤسسة وسامي ميخائيل وإشكول
ولاحتقار القانون الدولي ،هم الصهيونية ومحاولات التغييب نيڤو لتتحدث عن تفاصيل
كتاب يحلمون بإسرائيل مختلفة -سياسيًّا وثقافيًّا -المُمارسة ضد
يعيش أبناؤها بعي ًدا عن التهيب النكبة الفلسطينية من التهجير
العالمي الشامل من “اليهودي” الفلسطينيين. وتدمير القرى ،وتدين
الذي يظل خط ًرا على العالم في
كل مكان ،اليهودي الذي يعلن تيارات معارضة داخل الممارسات القمعية للجيش
عن الديمقراطية ،ثم يمارس العقل الإسرائيلي الإسرائيلي.
الفكر الديني التوراتي التلمودي
المتطرف الذي يرى هؤلاء أنه فيما يعتبر الأكاديمي والروائي وتردف راحيل :يشكل التقاطع
غير متما ٍش تما ًما مع عالم اليوم، الجزائري د.فيصل الأحمر، بين “النازية” و»النكبة»
ومعاهدات اليوم ،ودوكسات أستاذ النقد المعاصر ،أنه من
وبارامترات العالم المتحضر الذي موضو ًعا بار ًزا في المعالجات
شاركت الإنسانية جمعاء في المثير للانتباه وجود تيارات داخل الأدبية داخل المجتمع الإسرائيلي،
هندسته؛ كل بمآسيه وتجاربه العقل الإسرائيلي تخلق معارضة
ودروسه التاريخية الخاصة التي مستمرة للنزعة الصهيونية ،من في محاولة لمناقشة العلاقة بين
باب التفكير الإسرائيلي في شأن الحدثين وتداعياتهما على الواقع
علاقتهم المسمومة الموروثة عن الحالي الذي تحكمه قواعد جديدة.
ولا شك أن محاولة الدمج بين
الحدثين -حتى وإن هدفت إلى
محاولة خلق إطار حواري بين
طرفي الصراع -يحمل ضمنًا
إنكا ًرا للعنف الذي ارتكبه
اليهود الناجون من النازية
أثناء إبادة الشعب الفلسطيني
في عام النكبة ،ومحاولة تبرير
إدارتهم الوحشية لحرب 1948
بما تعرضوا له هم أنفسهم
من أحداث عنف في الماضي.
فتزايدت -بالتالي -الكتابات التي
يدعو فيها الأدباء إلى ضرورة
تخطي آثار “الصدمة” وتجاوز
خطاب “الضحية” لدى الطرفين
حتى يتمكنا من تأسيس رؤية
سياسية /مجتمعية أكثر عقلانية
تمكنهما من التعايش الإيجابي،