Page 267 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 267

‫‪265‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تحقيق‬

              ‫غسان كنفاني‬                        ‫السيد نجم‬             ‫الرفض في الأدب العبري للكيان‬
                                                                             ‫الصهيوني‪ ،‬تقول د‪.‬ناهد‬
     ‫القريب ويقصد بها الحركة‬      ‫‪ ،1987‬حيث توافق خطاب الكتاب‬
   ‫الصهيونية منذ فترة الهجرات‬       ‫اليساريين مع خطاب المؤرخين‬            ‫راحيل‪ ،‬استاذ الأدب الحديث‬
                                     ‫الجدد الذين ارتكزت مقولاتهم‬       ‫والمقارن‪ ،‬بكلية الألسن‪ :‬تماشى‬
    ‫وحتى حرب ‪ 1948‬والتأكيد‬           ‫على الادعاء بأن الصهيونية قد‬       ‫معظم الكتاب اليساريين بشكل‬
  ‫على فشل المشروع الصهيوني‪،‬‬        ‫حولت تاريخ الجماعات اليهودية‬          ‫منهجي مع الرؤية الصهيونية‬
  ‫ووصم حرب ‪ 1967‬باعتبارها‬           ‫والثقافة اليهودية ‪-‬رغم تنوعها‬       ‫اليوتوبياوية التي تروج لإقامة‬
 ‫حرب احتلال لا أخلاقية‪ ،‬واتهام‬      ‫وتعددها‪ -‬إلى سردية كبرى عن‬         ‫دولة “قومية” لليهود‪ ،‬ومجتمع‬
‫الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر‬                                             ‫مثالي على أساس مبادئ الخير‬
 ‫والتنديد بممارساته العنيفة ضد‬    ‫“نفي المنفى» وعن مركزية “أرض‬        ‫الأخلاقي والنفعي‪ ،‬لكن في العقد‬
  ‫الفلسطينيين والتنكيل بهم منذ‬      ‫إسرائيل»‪ ،‬واهتم خطابهم بطرد‬       ‫الأخير من القرن العشرين شكك‬
 ‫حرب ‪ 1967‬وحتى الآن‪ ،‬ويمكن‬          ‫الخطاب الصهيوني من التاريخ‬           ‫الأدباء في تلك الرؤية ووجهوا‬
 ‫إضافة موضوع أخير وهو أزمة‬              ‫الإنساني لارتباطه الواضح‬        ‫كتاباتهم ضدها وضد الخطاب‬
  ‫الهوية الثقافية لليهود أصحاب‬
 ‫الأصول العربية‪ ،‬وتعامل الكتاب‬    ‫بسياقات الإمبريالية والكولونيالية‬       ‫الصهيوني‪ ،‬فلم يهتموا بنقد‬
‫مع الصهيونية باعتبارها انعكا ًسا‬                        ‫والعرقية‪.‬‬         ‫الخطاب الصهيوني وتفكيكه‬
                                                                         ‫فقط‪ ،‬بل بنفيه ورفضه بشكل‬
     ‫واض ًحا للمركزية الأوروبية‬         ‫وتتابع‪ :‬ظهر اتجاه الرفض‬          ‫عام؛ حيث بدأوا في البحث عن‬
     ‫التي لم تفرق في ممارساتها‬    ‫والاحتجاج في الأدب العبري الذي‬       ‫خطابات بديلة عن ذلك الخطاب‬
   ‫الاستعلائية بين الفلسطينيين‬                                            ‫الذي فشل في تحقيق أهدافه‬
                                    ‫ارتكزت موضوعات الكتابة فيه‬
                 ‫واليهود العرب‬     ‫حول ثلاث قضايا أساسية؛ وهي‬                  ‫الخاصة بإقامة الدولة‪.‬‬
                                                                     ‫وقد ح ّث هذا التناقض بين المخطط‬
                                     ‫تحطيم أساطير الماضي البعيد‪،‬‬
                                    ‫ويقصد بها الخطاب الديني منذ‬            ‫وطرق تنفيذه بعض الأدباء‬
                                     ‫عهد الآباء عن الاختيار والعهد‬       ‫للكشف عن زيف هذا الخطاب‬
                                  ‫وأرض الميعاد‪ ،‬أو أساطير الماضي‬
                                                                           ‫وإفراغه من محتواه القيمي‬
                                                                       ‫الذي روجوا له في البداية‪ ،‬ومن‬

                                                                           ‫هنا جاءت تلك الأعمال ليس‬
                                                                        ‫فقط لتفكك مقولات الصهيونية‬
                                                                         ‫وأهدافها‪ ،‬لكن لتعترف بالحق‬

                                                                              ‫الفلسطيني على الأرض‪.‬‬
                                                                            ‫وتشير ناهد راحيل إلى أن‬
                                                                         ‫إرهاصات هذا الخطاب تتحدد‬
                                                                     ‫بعد حرب ‪ ،1967‬التي تم التعامل‬
                                                                         ‫معها باعتبارها حرب احتلال‪،‬‬
                                                                       ‫ومن ثم رفض الأدباء السياسة‬
                                                                      ‫التوسعية ورفضوا فكرة “أرض‬
                                                                       ‫إسرائيل الكاملة»‪ ،‬إلا أن البداية‬
                                                                        ‫الفعلية تحددت مع حرب لبنان‬
                                                                        ‫الأولى عام ‪ ،1982‬ومع اندلاع‬
                                                                      ‫الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام‬
   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272