Page 24 - مجلة الكلية التقنية بالقنفذة
P. 24

منذ أن بدأت تتشكل أولى مفاهيم الذكاء الاصطناعي في منتصف القرن الماضي، شهد هذا
اﻟﻤﺠال قفزات علمية متسارعة وخصوصا ً مع تحسن قدرات الحساب الآلي في معالجة وتخزين البيانات. وبالرغم من هذا التطور الهائل في نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أن علماء الحاسب الآلي والرياضيات لم يتفقوا على تعريف محدد للذكاء الاصطناعي، وظل الوصف العام للذكاء الاصطناعي باعتباره محاكاة لقدرات العقل البشري في التعلم والبحث
والاستنتاج واتخاذ القرارات
إن إيجاد تعريف علمي محدد للذكاء الاصطناعي، وقياس أداء النماذج الذكية وتحسين قدراتها الرياضية وغيرها، هي مهام العلماء والباحثين في مراكز البحث العلمي ومعامل الجامعات، بينما كرست الشركات ومجتمعات المطورين جهودها في تطوير تطبيقات متعددة للذكاء
الاصطناعي مستفيدة من التوفر الهائل للبيانات التي تعتبر وقود نماذج الذكاء الاصطناعي. فظهرت على سبيل المثال تطبيقات التنبؤ، والتعرف على الأشخاص، والتشخيص الطبي، وتقديم المقترحات وصياغة التقارير وغيرها الكثير من التطبيقات التي ساعدت المهتمين
على اتخاذ القرار. وأصبح التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي سهلا ًوميسرا ً خاصة مع وجود مايسمى ب”التعليم الانتقالي”، بعيدا ً عن تعقيدات العمليات الرياضية ومنهجيات
تحسين الأداء
في اعتقادي أن توفر تخصص يهتم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن تخصصات الكليات التقنية سيساعد في مواكبة هذا التقدم الهائل والمتسارع في هذه الفرع من فروع الحاسب الآلي، وسيمنح المتدرب فكرة عامة عن مفهوم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته واستخداماته خصوصا ً في قطاع الأعمال، وسيصبح المتدرب قادرا ً على التعامل مع نماذج الذكاء الاصطناعي
وتغذيتها بالبيانات واستخلاص النتائج وكيفية اتخاذ القرار الصائب بنا  ًء على هذه النتائج
إن احتياجات سوق العمل في السعودية ستتغير في المستقبل القريب بحيث يزداد الطلب على مهارة التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والقدرة على استثمار البيانات الضخمة، لذلك فمازال الوقت مناسبا ً لافتتاح تخصصات تهتم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي
أخبار متفرقة
٢٣























































































   22   23   24   25   26