Page 45 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 45

‫منازعاتهم ‪ ،‬بدلاً من اللجوء إلى القضاء‪ ،‬واحتراماً لهذه الإرادات‪ ،‬واعترافاً‬  ‫الدعوى للحكم ‪ ،‬ولما كان من المستقر عليه قضا ًء « أن استجابة المحكمة لطلب‬
       ‫بحجية أحكام التحكيم ووجوب نفاذها من جهة ‪ ،‬ومواجهة الحالات التى يصاب‬         ‫الإعادة للمرافعة من عدمه بعد حجزها للحكم من إطلاقات سلطة المحكمة‬
       ‫فيها حكم التحكيم بعوار ينال من مقوماته الأساسية ‪ ،‬ويدفعه إلى دائرة البطلان‬  ‫التقديرية تجرى على الطلب سلطانها وتقدير مدى قبوله فى ضوء ما يستبين‬
       ‫بمدارجه المختلفة من جهة أخرى ‪ ،‬أقام المشرع توازناً دقيقاً بين هذين الأمرين‬  ‫لها من تأثيره على الفصل فى موضوع النزاع من عدمه وما إذا كان منتجاً فى‬
       ‫من خلال سماحة بإقامة دعوى البطلان الأصلية‪ ،‬بشروط محددة فى شأن حكم‬           ‫ذلك من عدمه « ‪ ،‬وبإعمال ذلك على واقعات التداعى ‪ ،‬فإن الثابت أن محكمة‬
       ‫التحكيم‪ ،‬مستصحباً الطبيعة القضائية لهذا الحكم‪ ،‬ليسوى بينه وبين أحكام‬        ‫أول درجة ولئن بسطت ولايتها بالرد على الدفع المشار إليه والوارد ضمن طلب‬
       ‫المحاكم القضائية بصفة عامة‪ ،‬من حيث جواز إقامة دعوى بطلان أصلية فى‬           ‫الإعادة للمرافعة إلا أنها لم تقرر إعادة الدعوى للمرافعة ولم تستجب لذلك‬
       ‫شأنها‪ ،‬احتراماً للضمانات الأساسية فى التقاضي‪ ،‬وبما يؤدى إلى إهدار أى‬        ‫الطلب وفق سلطتها المقررة لها فى هذا الشأن ‪ ،‬ومن ثم فإن طلب الإعادة‬
       ‫حكم يفتقر فى مصدره إلى المقومات الأساسية للأحكام القضائية ‪ ،‬وإذ عهد‬         ‫للمرافعة ومن ضمنه الدفع بعدم القبول يكون غير منتج فى موضوع النزاع ولا‬
       ‫المشرع بدعوى بطلان حكم المحكمين إلى محكمة الدرجة الثانية‪ ،‬وليس إلى‬          ‫يرتب مركزاً قانونياً أو تأثيراً على النتيجة التى خلص إليها الحكم المطعون فيه‬
       ‫محكمة الدرجة الأولى‪ ،‬مستلهماً الطبيعة الخاصة لأحكام المحكمين‪ ،‬والتى‬
       ‫تستهدف احترام إرادة أطرافه‪ ،‬وسرعة الفصل فى النزاع‪ ،‬والبعد عن إطالة‬                               ‫‪ ،‬مما تلتفت معه المحكمة عما أثير فى هذا الشأن‪».‬‬
       ‫أمد التقاضى وتعقد الإجراءات‪ ،‬تقديراً منه أن هذا المسلك هو الأنسب إلى‬
                                                                                                             ‫المبدأ رقم (‪:)4‬‬
                           ‫طبيعة المنازعة التحكيمية‪ ،‬ومقتضيات سرعة حسمها»‪.‬‬         ‫‪ -‬تحكيم ‪ -‬الأحكام الصادرة عن هيئات التحكيم لها الحجية المقررة للأحكام‬
       ‫‪ -‬و من حيث إن قضاء محكمة النقض ( مدني) قد ذهب إلى أن « العبرة‬
       ‫فى صحة حكم التحكيم هى بصدوره على وفق إجراءات القانون ‪ ،‬فلا يبطله‬                                                                      ‫بصفة عامة‪.‬‬
       ‫القصور فى التسبيب ‪ ،‬أو الفساد فى الاستدلال ‪ ،‬أو إيراده تقديرات قانونية‬      ‫‪ -‬الأحكام الصادرة عن هيئات التحكيم‪ -‬تعد هيئات التحكيم جهة قضاء‬
       ‫خاطئة ‪ ،‬لكونها لا تندرج تحت مسوغ رفع دعوى بطلان حكم التحكيم والمحددة‬        ‫نظمها القانون‪ ،‬وجعل لأحكامها الحجية المقررة للأحكام بصفة عامة‪ ،‬ومن ثم‬
       ‫طبقاً لنص المادة (‪ )٥٣‬من قانون التحكيم ‪ ،‬فدعوى بطلان حكم التحكيم ليست‬       ‫يتعين أن يكون ما يصدر عنها من أحكام متفقا والنظام القضائى الذى وسد‬
       ‫طعناً عليه ‪ ،‬ولا تتسع لإعادة النظر فى موضوع النزاع‪ ( « 0‬حكمها الصادر‬        ‫إليها ذلك الاختصاص‪ ،‬فإن خالف حكم التحكيم أحكام هذا النظام‪ ،‬بأن فصل‬
                                                                                   ‫فى نزاع بغير سند قانونى يخلع على الهيئة التى أصدرته ولاية إصداره‪ ،‬كان‬
                          ‫بجلسة ‪ 2009/12/24‬فى الطعن رقم ‪ 98‬لسنة ‪ 79‬ق )‪.‬‬
       ‫‪ -‬إذا ما تقدمت الشركه ‪ -‬إعمالاً لشرط التحكيم المنصوص عليه بالعقد‬                                                ‫حكماً باطلاً عديم الأثر‪ ،‬ولا يعتد به‪.‬‬
       ‫محل النزاع ‪ -‬بطلب تحكيم يحمل رقم (‪ )۳۸۷‬لسنة ‪ ٢٠٠٤‬إلى مركز القاهرة‬           ‫جلسة ‪ ، 2016 /7/ 31‬دعوى بطلان حكم التحكيم المقيدة برقم ‪ 8204‬لسنة‬
       ‫الإقليمى للتحكيم التجارى ضد محافظة القاهرة ‪ ،‬ابتغاء مطالبة هذه الأخيرة‬
       ‫بمستحقاتها المالية الناشئة عن العقد المبرم بينهما على النحو الوارد تفصيلاً‬                                                    ‫‪ 44‬القضائية (عليا)‪.‬‬
       ‫بطلب التحكيم المشار إليه ‪ ،‬فتضحى الدعوى التحكيمية والحال كذلك مقامة‬                                   ‫المبدأ رقم (‪:)5‬‬
       ‫من ذى صفة ‪ ،‬دون أن ينال من ذلك إنشاء الشركة المحتكمة (المطعون ضدها‬                                   ‫‪ -‬تحكيم‪ -‬الاختصاص المنوط بهيئة التحكيم‪:‬‬
       ‫) ‪ -‬لاحقاً ‪ -‬لشركة أخرى تحمل اسم (‪ ( ...................................‬ش‬   ‫‪ -‬تختص بالفصل فى النزاع فيما يخص موضوع التحكيم المعروض عليها‬
       ‫‪ .‬م ‪ .‬م ) وحلولها محلها فى كافة تعاقداتها مع الغير‪ ،‬بحسبان أن الطاعن‬        ‫برمته‪ ،‬كما ناط بها المشرع الفصل فى الدفوع المتعلقة بعدم اختصاصها‪ ،‬بما فى‬
       ‫بصفته لم يقدم دليلاً مادياً على حدوث ذلك الإحلال ‪ ،‬فضلاً عن أن ذلك‬          ‫ذلك الدفوع المبنية على عدم وجود اتفاق تحكيم أو سقوطه أو بطلانه أو عدم‬
       ‫الإحلال ‪ -‬بافتراض حدوثه طبقاً لما ساقته جهة الإدارة الطاعنة بتقرير الطعن‬    ‫شموله لموضوع النزاع المطروح عليها؛ وذلك إعمالا لقاعدة أن قاضى الدعوى‬
       ‫الماثل ‪ -‬قد تم بعد إبرام العقد محل طلب التحكيم المشار إليه ‪ ،‬إذ أن العقد‬    ‫هو قاضى الدفع‪ -‬لا يحول الاتفاق على عرض نزاع ما على هيئة التحكيم دون‬
       ‫عين النزاع مبرم بين الشركة المطعون ضدها بمسماها القديم وبين الجهة‬           ‫أن تفرض المحكمة المختصة بنظر النزاع رقابتها على قرارات هيئة التحكيم‬
       ‫الإدارية الطاعنة ‪ ،‬ومن ثم تضحى الشركة المطعون ضدها هى صاحبة الصفة‬           ‫التى تنتهى بها الخصومة كلها‪ ،‬فجعل المشرع لهذه المحكمة الأمر بتنفيذ حكم‬
                                                                                   ‫التحكيم والتظلم منه‪ ،‬وجعل لها وحدها الاختصاص بنظر دعوى بطلان أحكام‬
                    ‫فى التقاضى بخصوص ما يثار من منازعات بشأن ذلك العقد‪.‬‬            ‫المحكمين‪ ،‬فضلا عن نظر المسائل التى أحالها قانون التحكيم إليها‪ ،‬من بينها‬
       ‫‪ -‬النعى الموجه من جهة الإدارة الطاعنة والخاص بأن الحكم المطعون فيه‬          ‫اتخاذ تدابير مؤقتة وتحفظية‪ ،‬سواء قبل البدء فى إجراءات التحكيم أو أثناء‬
       ‫استبعد القانون الذى اتفق الطرفان على تطبيقه فى النزاع ‪ ،‬فإن ذلك النعى‬       ‫سيرها‪ ،‬واختيار المحكم الثالث بناء على طلب أحد طرفى التحكيم‪ ،‬والفصل‬
       ‫مردود عليه‪ ،‬بأنه لم يثبت من الأوراق أن حكم التحكيم محل الطعن المائل قد‬
       ‫خالف ذلك النص وقام باستبعاد القواعد القانونية التى تم الاتفاق على تطبيقها‬                                                      ‫فى طلب رد المحكم‪.‬‬
       ‫حسبما ذكرت الجهة الإدارية الطاعنة ‪ ،‬بل إن الثابت من مطالعة حكم التحكيم‬
       ‫المطعون فيه أن هيئة التحكيم قد استندت فى وضوح تام فيما انتهت إليه إلى‬         ‫جلسة ‪ ، 2015 /7/ 28‬الطعن رقم ‪ 12824‬لسنة ‪ 59‬القضائية – عليا‪.‬‬
       ‫اتفاق التحكيم والعقد الخاص بالعملية محل النزاع وكراسة الشروط التى أبرم‬                                ‫المبدأ رقم (‪:)6‬‬
       ‫على أساسها وإلى قانون التحكيم رقم (‪ )۲۷‬لسنة ‪ ١٩٩٤‬وقانون المناقصات‬
       ‫والمزايدات رقم (‪ )۸۹‬لسنة ‪ ۱۹۹۸‬ولائحته التنفيذية ‪ ،‬ولا يعدو ما ذهبت إليه‬     ‫‪ -‬دعوى بطلان حكم التحكيم – العبرة فى صحة حكم التحكيم هى بصدوره‬
       ‫الجهة الإدارية الطاعنة فى أسباب طعنها فى هذا الشأن أن يكون نعياً على‬        ‫على وفق إجراءات القانون ‪ ،‬فلا يبطله القصور فى التسبيب ‪ ،‬أو الفساد فى‬
       ‫الحكم المطعون فيه بمخالفة القانون والخطأ فى تفسيره وتأويله ‪ ،‬وهو لا يعد‬     ‫الاستدلال ‪ ،‬أو إيراده تقديرات قانونية خاطئة ‪ ،‬لكونها لا تندرج تحت مسوغ‬
       ‫سبباً من أسباب دعوى البطلان ‪ ،‬ويكون النعى الماثل غير قائم على سند صحيح‬      ‫رفع دعوى بطلان حكم التحكيم والمحددة طبقاً لنص المادة (‪ )٥٣‬من قانون‬
                                                                                   ‫التحكيم ‪ ،‬فدعوى بطلان حكم التحكيم ليست طعناً عليه ‪ ،‬ولا تتسع لإعادة‬
                    ‫من القانون ‪ ،‬مما يتعين معه الالتفات عما أثير فى هذا الشأن‪.‬‬
              ‫جلسة ‪ – 2024/6/25‬الطعن رقم ‪ 3653‬لسنة ‪ 51‬القضائيه ‪ -‬عليا‬                                                            ‫النظر فى موضوع النزاع‪.‬‬
                                                                                   ‫‪ -‬استقر قضاء المحكمة الإدارية العليا على أن « قانون التحكيم فى المواد‬
       ‫كانت هذه هي أهم مبادئ أحكام المحكمة الإدارية العليا‪.‬‬                        ‫المدنية والتجارية الصادر بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ ، 1994‬يحظر أصلاً الطعن‬
                                                                                   ‫فى أحكام التحكيم بمختلف طرق الطعن‪ ،‬العادية منها وغير العادية‪ ،‬ذلك أن‬
‫‪45‬‬                                                                                 ‫اللجوء إلى التحكيم الاتفاقى يتأسس فى نشأته وإجراءاته‪ ،‬وما يتولد عنه من‬
                                                                                   ‫قضاء‪ ،‬على إرادة أطرافه التى تتراضى بحرياتها على اللجوء إليه كوسيلة لفض‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50