Page 9 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 9

‫و س�ام‬
‫الاح�ترام‬

                                  ‫وفاته‪:‬‬                                                                     ‫هيئة التحرير ‪:‬‬
   ‫وقد انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء الرابع والعشرين‬           ‫قررت الهيئة الاستشارية لمجلة « ثقافة قانونية « في هذا العدد الرابع ‪ ،‬تقديم‬
   ‫من شهر ربيع الأول لعام ‪1431‬هـ الموافق ‪2010 / 3 / 10‬م بعد أدائه لصلاة‬            ‫وسام الاحترام لاسم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي‬
   ‫الفجر وذلك إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته وهو يزمع الصعود إلى سلم الطائرة‬         ‫‪ -‬شيخ الأزهر الشريف السابق‪ ،‬في ذكرى ميلاده « ‪ »96‬حيث ولد في ‪ 28‬أكتوبر‬
   ‫التي ستقله من العاصمة السعودية الرياض إلى القاهرة وكان فضيلته بالمملكة‬
   ‫العربية السعودية للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية بالرياض‪،‬‬                                            ‫‪ ، 1928‬وتوفي رحمه الله عام ‪.2010‬‬
   ‫ثم نقل جثمانه الطاهر إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه صلاة الجنازة بالمسجد‬
   ‫النبوي الشريف بعد صلاة العشاء في اليوم نفسه ثم دفن –رحمه الله‪ -‬ببقيع‬            ‫فهو فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي‪ ،‬شيخ‬
   ‫الغرقد بالمدينة المنورة حيث ُوو ِري جثمانه بتلك البقاع المطهرة بجانب صحابة‬                                      ‫الجامع الأزهر من عام ‪ 1996‬إلى ‪2010‬م ‪.‬‬
   ‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وذلك بعد أيام قليلة من اختتامه لمؤتمر المجلس‬
   ‫الأعلى للشئون الإسلامية ثم مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية والذي عقد تحت‬            ‫اعتبر شخصية مبجلة في أوساط كثير من المسلمين حول العالم‪ ،‬إضافة أن‬
   ‫عنوان (صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم) فرزقه الله جوارهم‪ ،‬ونسأل‬             ‫فتاويه كان لها تأثير كبير‪ ،‬كما اعتبر عالم دين معتدل‪ ،‬وتولى الكثير من المناصب‬
   ‫الله أن يكون رفيقهم في الجنة‪ ،‬رحم الله الشيخ الجليل الإمام الراحل محمد سيد‬      ‫القيادية في المؤسسة السنية الأولى في العالم‪ ،‬وله بصمات واضحة جلية طوال‬

                              ‫طنطاوي‪ ،‬وسقى جدثه شآبيب الرحمة والغفران‪.‬‬                                                ‫مسيرته العلمية والعملية ( رحمه الله )‪.‬‬
                                     ‫( المصدر صفحة دار الإفتاء المصرية )‬
                                                                                                           ‫مولدالإمام ونشــأته‪:‬‬
   ‫وجوه لا تغيب‪ :‬الشيخ محمد سيد طنطاوى الإمام الم ُجدد المستنير‬                    ‫هو فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي‪ ،‬ولد‬
                                    ‫بقلم الكاتب الصحفى‪ :‬ماهر عباس‬                  ‫بقرية ُسلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في ‪ 14‬من جمادى الأولى لعام‬

   ‫عكست مسيرة فضيلة الإمام الأكبر الراحل د‪.‬محمد سيد طنطاوى عطاء مميزا‬                                              ‫‪1347‬هـ الموافق ‪ 28‬من أكتوبر سنة ‪1928‬م‪.‬‬
   ‫سواء فى الفترة التى تولى فيها منصب مفتى الديار أو مسئولية الجامع الأزهر‬
   ‫شيخا له‪ ..‬وفى المرحلتين التى امتدتا إلى نحو ‪ 24‬عا ًما نجح الشيخ محمد سيد‬        ‫تلقى تعليمه الأساسي بقريته‪ ،‬وبعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد‬
   ‫طنطاوى فى تقديم خدمات جليلة للإسلام خاصة الاسلام الوسطى وهو صاحب‬                ‫الإسكندرية الديني سنة ‪1944‬م‪ ،‬وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول‬
   ‫الفكر المستنير والمواقف الشجاعة ضد الإرهاب والتطرف تولى د‪.‬طنطاوى المنصبين‬       ‫الدين‪ ،‬وتخرج فيها سنة ‪1958‬م‪ ،‬ثم حصل على تخصص التدريس سنة ‪1959‬م‪،‬‬
   ‫فى ذروة تحرك جماعات التطرف والتعصب المذهبى والتشدد‪ ..‬فقد تولى منصبه‬             ‫ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في ‪ 5‬من سبتمبر‬
   ‫بعد سنوات قليلة من احداث التكفير والهجرة واستشهاد الدكتور محمد حسين‬
   ‫الذهبى‪ ..‬ونجح طنطاوى الإمام فى أن يحمل لقب الامام المجدد والاصلاحى‬                                                                          ‫سنة ‪1966‬م‪.‬‬
   ‫المستنير‪ ..‬قدم فى مسيرة التجديد الفتاوى الجريئة وط َّور التعليم الأزهرى بتخفيض‬
   ‫سنوات الدراسة فى أعرق وأقدم مؤسسة علمية اسلامية أقامها الانسان بإيمانه‬                                       ‫مناصبـــه‪:‬‬
   ‫العميق بالفكر والعلم حمل طنطاوى رسالة من سبقوه منذ تأسيس المشيخة مع‬             ‫ُع ِّي فضيلته في عام ‪1960‬م إما ًما وخطي ًبا ومدر ًسا بوزارة الأوقاف ثم ُع ِّي‬
   ‫أول شيخ الشيخ محمد الخراشى‪ ..‬ومرورا بمن جاءوا بعده وكانت محطته رقم‬              ‫مدر ًسا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين سنة ‪1968‬م‪ ،‬ثم أصبح أستاذًا‬
   ‫‪ 43‬وفى بعض المراجع ‪ 49‬لكن هو شيخ الأزهر رقم «‪ »43‬وتأثر كثيرا بمن سبقوه‬          ‫مساع ًدا بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام ‪1972‬م‪ .‬ثم أعير إلى‬
   ‫خاصة الامام محمد عبده والإمام المراغى والشيخ محمود شلتوت والشيخ جاد‬             ‫الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة ‪1972‬م إلى ‪1976‬م ثم رجع منها لينال درجة‬
   ‫الحق على جاد الحق الذى كان يعتبره الأب الروحى له‪ ..‬طنطاوى الذى يمر على‬          ‫أستاذ بقسم التفسير ثم عمي ًدا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة ‪1976‬م‪ ،‬ثم اختير‬
   ‫ميلاده ‪ 96‬عاماً‪ ،‬رفض التشدد والتطرف والخلافات المذهبية ودافع عن وسطية‬           ‫رئي ًسا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من‬
   ‫الاسلام وسماحته‪ ..‬كان اجتهاده واضحا ومؤثرا فى التجديد بالتوفيق بين النص‬         ‫سنة ‪1980‬م إلى ‪1984‬م‪ .‬ثم رجع منها فصار عمي ًدا لكلية الدراسات الإسلامية‬
   ‫والعقل وكان حديثه الدائم حول توظيف الدين لبناء الدولة والمجتمع والانسان وكان‬
   ‫مؤمنا بالحوار مع الأديان وغير الأديان وعمل على ذلك منذ توليه دار الافتاء فى‬                                                   ‫والعربية للبنين سنة ‪1985‬م‪.‬‬
   ‫‪ 28‬أكتوبر ‪ 1986‬ثم بعد ذلك مشيخة الأزهر الشريف فى ‪ 27‬مارس ‪ 1996‬خلفا‬
   ‫للشيخ جاد الحق على جاد الحق‪ ..‬واتسمت آراؤه وفتاواه بمساحة من الاجتهاد‬           ‫تقلده منصب مفتي الديار المصرية‪:‬‬
   ‫وحافظ طوال توليه المنصبين على مسافة التوازن بين رؤيته كعالم دين باعتبار‬         ‫م‪6‬ف‪8‬ت ًي‪9‬ا‪1‬لمل‪.‬ديوارظ اللمفيصريمنة فصيب‪2‬ا‪2‬لإفمتانء قصرفاربةعاعمش‪7‬ر‪40‬س‪1‬نوهاـ اتلمواحتفىق‬  ‫تم تعيين فضيلته‬
   ‫ان الدين رمانة الميزان لخدمة المجتمع‪ ..‬سخر من البعض الذين وصفوه بـ «شيخ‬                                                                                                  ‫‪ 26‬من أكتوبر سنة‬
   ‫السلطة» ولم يبخل الإمام المجدد المستنير عن سعة الصدر والتسامح حتى مع‬
   ‫خصومه وتنازل عن كثير من القضايا المرفوعة ضدهم ووقف ضد الفتنة الطائفية‬           ‫تم تنصيبه لمشيخة الأزهر‪ ،‬وقد أصدر خلال تلك الفترة حوالي (‪ )7557‬فتوى‬
   ‫باعتبارها تدمر المجتمعات وكان له وجهة نظر فى الحوار مع الأديان خلاصتها‬
                                                                                   ‫مسجلة بسجلات دار الإفتاء‪.‬‬

                                                                                                             ‫مشيخة الأزهر‪:‬‬
                                                                                   ‫ثم صدر القرار الجمهوري بتوليــة فضيلته مشيخـة الأزهـر في ‪ 8‬من ذي القعدة‬

                                                                                                              ‫سنة ‪1416‬هـ الموافق ‪ 27‬من مارس عــام ‪1996‬م‪.‬‬

‫‪9‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14