Page 11 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني
P. 11

‫و س�ام‬
‫الاح�ترام‬

                            ‫فوزه بجائزة الملك فيصل‬                                    ‫وخداع‪ ،‬وحرم كل المعاملات التى تنطوى على تخزين السلع واستغلال السوق‪.‬‬
      ‫فاز بجائزة الملك فيصل العالمية‪ ،‬التى تديرها مؤسسة الملك فيصل العالمية‪،‬‬                                 ‫تطوير كتب الأزهر‬
      ‫وهى واحدة من أرفع الجوائز فى العالم الاسلامى وتقدم فى فروع خدمة الإسلام‬
      ‫والدراسات الاسلامية والعلوم والطب وكثير من الفائزين بها فازوا بجائزة «نوبل»‬   ‫ساهم بجهد كبير فى تحسين الكتاب الأزهرى وأزال من كتب الأزهر كل التعقيدات‬
      ‫وبينهم الراحل المرحوم د‪.‬أحمد زويل‪ ،‬لكن الشيخ تبرع بالجائزة لبناء معاهد‬        ‫اللغوية وجميع القضايا التى تدعو للتشدد والتعصب والاحتقان الطائفى فى‬
                                                                                    ‫رؤية وبصيرة نادرة سابقة لعصره وزمنه‪ ،‬وكان شديد الغيرة على الأزهر الشريف‬
                              ‫أزهرية‪ ،‬خاصة فى قرية سليم بمركز طما‪ -‬سوهاج‪.‬‬           ‫والعاملين فيه والمنتسبين إليه‪ ،‬ومؤمن بأهمية العمل والإنتاج‪ ،‬لدرجة أنه كان منقطعاً‬
                     ‫رجل الفتاوى الصعبة والمواقف الجريئة‬                            ‫لعمله‪ ،‬ويقول‪ :‬العمل مقدس ولابد أن نجود بما نقوم به من أعمال‪ ،‬ودعا رجال‬
      ‫أطلقوا عليه رجل المواقف الصعبة الواضحة‪ ،‬ودخل مساحات لم يدخلها شيوخ‬            ‫الأعمال إلى مزيد من أعمال الخير لخدمة المواطنين‪ ،‬ببناء مدارس ومستشفيات‪،‬‬
      ‫للأزهر قبله‪ ،‬وهو ما جعل علماء بالأزهر والعالم يعتبرونه إمام التجديد وأنه‬
      ‫أعاد للأذهان عصر الإمام محمد عبده بفتوحاته الفقهية والإصلاحية‪ ،‬وامتداداً‬       ‫وقال إن زكاة مالى أقدمها لصندوق الزكاة بالأزهر لصرفها فى أعمال الخير‪.‬‬
      ‫لعصر المراغى بما فيه من الإصلاح‪ ،‬ففى عصر «طنطاوى» وواكب الثورة التقنية‬        ‫يمكن القول إن الفترة التى تولى فيها دار الإفتاء ومشيخة الأزهر‪ 10 ،‬سنوات‬
                                                                                    ‫للأولى و‪ 14‬عاماً للثانية‪ ،‬رغم الفترة الحرجة لتوليه‪ ،‬إلا أنه كان بأدائه الوسطى‬
                                                                 ‫والتكنولوجية‪.‬‬      ‫المستنير ووسط تجاذبات مذهبية وظهور الإرهاب بصورة واضحة ليس فى مصر‪،‬‬
      ‫ويحسب للشيخ سيد طنطاوى أنه فتح الأبواب للقضايا المسكوت عنها‪ ،‬خاصة‬             ‫لكن فى كل العالم‪ ،‬وما بعد حرب الأفغان‪ ..‬استطاع «طنطاوى» أن يقدم عبر‬
      ‫فى وضع الأموال فى البنوك وحكم مريض «الإيدز» ورفض تماماً بعض الآراء‬            ‫منارة الأزهر صورة الاسلام الوسطى‪ ،‬وكان له صدى كبيراً فى جنوب شرق آسيا‪،‬‬
      ‫التى تطالب بالتخلص منه‪ ،‬وأيضا دخل قضايا مثل فض غشاء البكارة وإجهاض‬            ‫حيث كانت الجماعات الإرهابية تنتشر أمثال جماعة باعشير قبل داعش بعقود‪،‬‬
      ‫المغتصبة‪ ،‬وكثير من القضايا التى كان الاقتراب منها يفتح النار على صاحبها‪،‬‬      ‫والجميع كان يتصدى لها بأحاديث الشيخ محمد سيد طنطاوى‪ ..‬فقد كان فى‬
      ‫لكنه تعامل معها بجرأة العالم الواثق وقال إننى أخذت من حيث أخذ الفقهاء‬         ‫نظر عموم المسلمين شيخاً منفتحاً ومشاركاً بروح العصر فى حركة التقدم التقنى‬
                                                                                    ‫لتوعية عموم المسلمين‪ ،‬ولم يزج بالأزهر فى أى من التيارات المضطربة‪ ،‬بل جعله‬
                                              ‫الكبار‪ ،‬معتمداً على الكتاب وال ُسنة‪.‬‬
                                                             ‫رسالته للدكتوراه‬                                                    ‫جامعاً وجامعة لخدمة الدين‪.‬‬
                                                                                                              ‫الإرهابيون نكبة‬
      ‫الرسالة التى أعدها الشيخ محمد سيد طنطاوى للدكتوراه‪ ،‬تحدث فيها عام‬             ‫كان الشيخ نفسه يعى تماماً أنه جاء بعد ألفية الأزهر وخلفاً للشيخ جاد الحق‬
      ‫‪ 1969‬عن جذور العنف فى التاريخ الصهيونى‪ ،‬وأن تأسيس دولتهم قام على مبدأ‬         ‫على جاد الحق‪ ،‬وأن للأزهر دوراً حيوياً لرفع راية الدين الوسطى وعكس سماحة‬
      ‫الإبادة وفيها كشف حقيقة بنى اسرائيل وتاريخهم وأخلاقهم وأكاذيبهم‪ ،‬ورصد‬         ‫الاسلام‪ ،‬ونشر ثقافته بين أهل الأرض وكان يرى أن الارهابيين نكبة على الدين‬
      ‫أشهر عمليات الاغتيالات التى نفذوها وقتلهم الأنبياء وبينهم زكريا ويحيى عليهما‬  ‫والدنيا‪ ،‬وأنه يجب ألا نكف عن محاربتهم‪ ،‬ونجح فى نشر ما يمكن تسميته لدى‬
      ‫السلام‪ ،‬وحاولوا قتل سيدنا عيسى وسيدنا محمد وفشلوا‪ ،‬وقتلهم الأب توما عام‬           ‫العوام الفقه الميسر وكان مؤمناً بأن الخلاف بين الأئمة منحة وليس محنة‪.‬‬
      ‫‪ 1840‬وتناول فى أطروحته التى صدرت فى كتاب جرائم اسرائيل فى فلسطين‬

                                 ‫وقراها‪ ،‬التى دمروها وأقاموا مكانها مستعمرات‪.‬‬
                                                      ‫من دفتر حياته الخاصة‬

      ‫الشيخ طنطاوي‪ -‬بحسب كلام وحديث لابنه المستشار عمرو فى الصحف‪ -‬أن‬
                                                              ‫والده كان بسيطاً‪.‬‬

      ‫يقول الشيخ نفسه فى أحد أحاديثه الصحفية إنه يحب رياضة المشى وكان‬
      ‫فى شبابه يلعب كرة قدم وسلة وكان يلعب حارس مرمى وأحياناً هجوم ويشجع‬
      ‫اللعب النظيف‪ ،‬كما أنه يهوى الشطرنج والقراءة فى كل المجالات‪ ،‬خصوصاً‬

                                                             ‫القضايا الشرعية‪.‬‬

      ‫رحم الله فضيلة الإمام الأكبر‬
      ‫الدكتور محمد سيد طنطاوي‬

‫‪11‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16