Page 71 - كتاب العربي الاول المتوسط الجزء الاول
P. 71

‫الَّن ُّص الَّت ْق ِو ْيِم ُّي‬

‫القِ َرا َءةُ ال ُمثمرةُ‬

‫الإْن َسا ُن كائ ٌن ُمتساِئ ٌل بالِف ْطرِة‪َ ،‬يمي ُل إلى ا ْكِت َشا ِف ال َم ْجهو ِل فيما حولَُه ِم ْن‬
‫ظواه َر طبيعي ٍة وكوني ٍة‪ ،‬ولكي َي ِص َل إلى ذل َك ف ُه َو َي ْسَت ْع ِم ُل َمجموع ًة ِم َن ال َو َسائ ِل‬
‫ال ُمتاح ِة ل ُه‪ ،‬والِق َرا َءُة وسيلٌة ِم ْن ِتل َك ال َو َسائل‪َ ،‬ف ُه َو بالِق َرا َءِة ُيمك ُن أ ْن يكتش َف الكثي َر‬
‫ِم َن المعار ِف ال ِعْلمي ِة وال َّطبيعي ِة التي ُتصاِدُف ُه في َحَياِت ِه‪ ،‬ولاسَيّما أ َّن الإسلاَم َيح ُّث‬
‫ََْجكواََرَسءُّلمَم‪،‬لف‪،‬اَلُّظَِذو اُهليَِقوَ‪َ:‬رعاَلّ﴿ََءمِةاِبْقافْلَرَقْأيلَِمأِب َاّ﴾وْ‪،‬سِلِموناَلرٍُِبّّملَصكاقاحَلّرُِذآظنيفّييَأُخنالَلِزَنقَ‪،‬لِّصَعخللَأ ََّنقى‬
                                                                                                                                                                       ‫على الِق َرا َءة‪ ،‬ويد ُعو إليها‪َ ،‬فَق ْد‬
                                                                                                                                                                       ‫نبيّنا ُم َح َّمٍد صَلّى اللهُ عليه وآلِه‬
                                                                                                                                                                       ‫الإْن َسان ِم ْن َعلَ ٍق‪ ،‬اْق َرْأ َو َرُّب َك الأْ‬
‫فيه َطلَبا بالأم ِر للِقراءِة‪ ،‬وفي هذا حر ٌص من اللهِ سبحاَن ُه وتعالَى على بيا ِن أ َه ِمَيّ ِة‬

                                                                                                                                                                       ‫الِق َرا َءِة لعباِدِه‪.‬‬

‫َوَنجُد هذا الا ْهِت َمام أْي َضا في َع ْص ِر النّبوِة‪ ،‬ولا أد َّل على ذل َك ِم ْن موق ِف‬
‫اللهُ عليه وآلِِه َو َسَلَّم) من أَ ْسرى َبد ٍر ِم َن ال ُمشركي َن؛ إ ْذ‬                                                                                               ‫اَكلاَّرَنُساْلو َِّرل ُسالْوكُلري(ِمص(َلّ َىصَلّاللىهُ‬
‫عليه وآله وسَلّم) َي ْطل ُب إلى الَأسي ِر ال ُمشر ِك الذي َي ْعر ُف‬
‫الِق َرا َءَة وال ِكَتاَب َة أ ْن يفد َي نف َس ُه‪ ،‬ويكس َب ُحريَت ُه بما يمتل ُك ُه من هذه المهارِة‪ ،‬وذلك‬

‫بأ ْن يُعِلَّم الِق َرا َءة وال ِكَتاَبة عشرًة من ال ُم ْسلِِمْي َن الذي َن لا َي ْع ِرُف ْون الِق َرا َءة وال ِكَتاَبة‪.‬‬
‫ونتيج ًة لأ َه ِمَيّة الِق َرا َءة في حياِة الَنّا ِس تتنو ُع أهداُف ُهم ِمْنها ِب َح َس ِب ما ير ُجوُه‬
‫الَقا ِر ُئ ِم ْن َو َرا ِء قراءِة كتا ٍب َما؛ لَِكي يُو ِّظَفها في َت ْح ِسي ِن َحَياِت ِه‪َ ،‬و َحَياِة الَنّا ِس‬
‫ِم ْن َحولِِه‪ ،‬والارتقا ِء ِبَنْف ِس ِه َوب َم ْن َحول ُه في َج َوان َب ُمختلف ٍة‪َ ،‬ولذلك َتتنو ُع الِق َرا َءة‬
‫ِب َح َس ِب هذِه الأهدا ِف‪ ،‬وُيم ِك ُن أ ْن ُنحِّدَد الِق َرا َءة بالأنوا ِع الآتي ِة‪:‬‬

                                                                                                                                                                                                                                ‫‪62‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76