Page 39 - Social studies book
P. 39
المعبد
للمعبد أهمية كبيرة ودور بارز في حياة المجتمعات القديمة ،كونه مركز ًا ديني ًا له علاقة
وثيقة بحياة الناس من خلال الطقوس والشعائر المختلفة إلى جانب كونه مركز ًا اقتصادي ًا
فعال ًا في حياة الناس ،فضل ًا عن كونه مركز ًا ثقافي ًا يتعلم فيه الكهنة ومركز ًا للقضاء.
ويقام في كل مدينة معبد وهناك مدن ضمت أكثر من ( 20معبد ًا) وإذا ارتفع شأن مدينة
نتيجة تطورات سياسية ارتفع مركز إلآهها على بقية الآلهة ،ويقسم المعبد على قسمين:
�أ -المعبد العــلوي :ويطلق عليه الصرح المدرج (الزقورة).
ب -المعبد ال�سفلي :المشيد على الأرض قرب الزقورة وتقام فيه الصلوات والطقوس والشعائر
الدينية وتقديم القرابين ،ويشرف على المعبد ع ّدة كهنة يترأسهم الكاهن الأعلى ومنهم من
اختص بإدارة أملاك المعبد ونشاطاته الاقتصادية.
صورة تمثل أحد الزقورات من حضارة بلاد الرافدين
المجتمع
ُتس َّجل للمجتمع السومري خاصية في غاية التحضر بحسب المفهوم الحديث ،وهي
غياب أي أثر للنظام القبلي في هذا المجتمع .وبدل ًا من الأنظمة القبلية نشأت هيئات سياسية
واجتماعية منذ أبعد العصور التاريخية ،مثل مجلس المدينة الذي ض َّم مجموعة مواطنين لإدارة
المدينة ،ولع َّل تفسير ذلك هو أن الوحدة السكانية في هذه الحضارة اعتمدت ابتدا ًء على
الاقتصاد الزراعي والتجارة ،فنشأت أوائل مراكز التمدن والعمران ،ونمت فكرة المواطن
والمواطنة والولاء للمدينة -الدولة -بدل ًا من الولاء للقبيلة.
وهكذا كأن المجتمع السومري أبعد ما يكون عن البدائية ،بل كانت الحياة الاجتماعية في
المدن السومرية جيدة مقارنة بالمناطق الأخرى وسادها التنظيم المتكامل ،و ُعرف الشعب
38