Page 88 - Social studies book
P. 88

‫سمح علي أول المكارب والمؤسس الأول لدولة سبأ‬

     ‫وكان الملك في الدولة السبأية هو الذي يقوم بالحكم والقيادة العليا للجيش في الحروب‪،‬‬
     ‫ويعينـه على الحكم مجلس شــــعبي‪ .‬وهناك موظفون يرثـون مناصبهم‪ ،‬ويســمى كل منــهم‬
     ‫بـ (كبير) وهو المسؤول عن القانون‪ ،‬وقد كونوا على مر الأيام طبقة وراثية حلت محل‬
     ‫المجلس الشعبي‪ ،‬ثم تطورت وأصبحوا طبقة اقطاعية وأدوا إلى إضعاف نفوذ الملك‪،‬‬
     ‫وكانت الإدارة تعتمد على ملكية الأرض‪ ،‬وتفرض الضرائب على الأرض والتجارة‪ ،‬فضلا عن‬
     ‫وجود بعض الضرائب الاستثنائية لسد نفقات الحملات الحربية‪ ،‬والتي تتوقف على الوضع‬

                                                                   ‫الاقتصادي للبلاد‪.‬‬

     ‫تمكنت دولة سبأ من النمو والازدهار بسبب ثراء شعبها‪ ،‬وذلك لاحترافهم الزراعة‬
     ‫والتجارة والنقل وسيطرتهم على الطريق التجاري البري الذي يربط الجنوب بالشمال‪،‬‬
     ‫وأصبح لسبأ نفوذ واسع يمتد من اليمن جنوب ًا إلى نجد والحجاز شمال ًا ‪ ،‬كما أصبحت أيض ًا‬
     ‫تسيطر على طريق التجارة العالمية الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بسوريا ومصر‪،‬‬
     ‫إذ كانت ترسل لهم حكام ًا يقيمون في الواحات الشمالية التي تقع على هذا الطريق التجاري‬
     ‫إلى جانب وجود حاميات عسكرية‪ ،‬لكي تضمن بقاء هذه المحطات التجارية في ضمن‬
     ‫دائرة نفوذها‪ .‬اعتمد الســــبئيون في الملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب على حركة‬
     ‫الرياح الموســـمية‪ ،‬وأصبحوا ُيســـ ّيرون سفنهم بحســب أوقاتــــها‪ ،‬وقد احتفظوا لأنفسهم‬
     ‫بمواعيد هذه الرياح وجعلوها سر ًا لا يبيحون لأحد به‪ ،‬مما ساعدهم على احتكار تجارة‬

‫‪87‬‬
   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92   93