Page 48 - العدد 187 من مجلة شاعر المليون
P. 48

فمحسٌن،لديهاوماقبحتهفمقبُح(، وفـــيالـمـعـنـىذاتــــهيــقــولسليمان الصولة: )يـا مـن تـخـ  َّوف دهـراً عاث فرعلُُه،ي ِّمْمحماهُتِجْدمماتخاف
حمى(. ومــــن الأمـــثـــال الــتــي شــاعــت عن
المتنبي قـول: )ومـن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بـــ ُّد(؛يرسمالمتنبيللمتلقيلوحة شعرية، يبين من خلالها ضرباً قاسياً منضروبالنكدوالشؤم؛فيقولإنه ِمنمَحنالدنياوشّرهاعلىالإنسان الُح ِّرأنيعاشرعدواًلهويضطرإلى إظهارالصداقة،بحيثلايكونمن إظهارهابّد،وفيالسياقذاتهيقول ابنالمقربالعيوني:)وإ َّنُمداراةَالَع ُد ِّوَمهانٌَة،ِإذالَميَُكنِمنَسكَرِةالَموِت ِمنبُــ ِّد(،ويقولأبوهلالالعسكري: )ألـيـس صعباً أن تــرى كـاشـحـاً، ما لكب ٌّدمنمـداراِتـِه(،ويظهرلنامن الأبياتماتسببهمداجاةالأعداءمن مرارة ونكد أشبه بالعض على الجرح، فالُحّروهومنخيرةالناسوأفضلهم، لايرتضيأنيصادقعــد َّوهويُظهَر له الصفاء والـوداد، ولكنه قد يضطر لذلكفيفعلمكَرهاًلابَطًلا،وهذامن
قــــراءة.. د. نفﻴﻦ عزيز طينه
ما جرى مجرى المثل عند
المتنبي
امتازشعرالمتنبيبالحجةالدامغة والحكمةالـبـالـغـة،وُقـــِرنـــْتألفاُظه بفصل المقال، وأصبح له مذهب سبق بهأمثالهمنالشعراء؛حتىأصبحْت ِحَكُمُهأمثالاًوأقوالاًتترّددعلىألسنة الــنــاس، ويُـقـتـدى بـهـا لـمـا فيها من صياغة عبقرية وفصاحة لغوية وعمق إنساني، وقد أتت في أغلب الأحيان لأجلتأكيدمعنىما،أودعمقضية ذات بعد إنساني يتلاءم مع كل عصر، وفيهذاالمقال،سنلقيالضوءعلى بعضأبياتالمتنبيالتيجرتمجرى المثَِلوتناَقلَهاالناُسعبرالعصور، وسنب ِّيُنكيفأصبحتتلكالِحكم إشــاراٍتتناصّيًةيستلهمهاالشعراء
في نتاجاتهم الإبداعية. ِمنِحَكمالمتنيأ َّنالمح َّبالحقيقي
لايتوقفعنزيارةمحبوبهعلىالرغم منالنوى،يقول:)يممُتشاسَعدارهم عننيٍة،إ َّنالمح َّبعلىالبعاديزوُر(، وقدأّكدذلكفيموضعآخر،حيث
يقول:
زْرمـــنهـــويـــَتوإنشــطــتبـــكالـــــداُر وحــــــــــا َل مـــــن دونـــــــــه ُحـــــ ْجـــــب وأســـــتـــــا ُر لا يــــمــــنــــعــــنــــك بــــــعــــــد مــــــــن زيـــــــارتـــــــه إنالــــــمــــــحــــــ َّبلـــــمـــــنيـــــــهـــــــواهز َّواُر
وقداستحضرأبوسعيدالرستمي حكمةالمتنبيفقال:)حيُثلالوَم أْنيزوَرمح ٌّب،هاَجُهالشوُقأويُزاَر
حبيُب( ومنالحكمالتيشاعتعنالمتنبي
عدم المنفعة من إكرام اللئيم:
ومـــــا َقــــتــــُلالأحــــــــــراِركـــالـــَعـــفـــِو َعــنــهــُم وَمـــْنلــَكبـالـُحـ ِّرا َّلـــذي َيـحـَفـُظالـَيـَدا إذاأنـــــــَتأْكــــــَرمــــــَتالــــَكــــريــــَمَمـــَلـــْكـــَتـــُه َوإ ْن أ ْنــــــــ َت أ ْكــــــ َرمــــــ َت الـــ ّلـــئـــيـــ َم َتـــــ َمـــــ ّر َدا وقدتناقَلفكرةتمّرداللئيمعدد كبيرمـنالـشـعـراءنـذكـرمنهمتاج الملوكالأيوبيفيقوله:)أِهِناللئيَم فماالكرامُةعنده،يوماًبنافعٍةإذا أكرمتَُه(،وعمراليافي:)وإذااللئيم غـدا بجاه مثرياً، فإلى معارفه تراه تنّكرا(،ورشيدمصوبع:)إ َّناللئيَموإْن غّطيتَهكَرماً،يبقىلئيماًوماأكرمتَُه
يَ ُخ ِن(، وغيرهم. ومماجرىمجرىالمثلمنشعر
المتنبيقـولـه:)ومــاالـخـوفإلاما تخّوفهالفتى،ومـاالأمــنإلامارآه الفتىأمناً(؛حيثإنحقيقةالخوف تكمن فيما يـخـافـه الإنــســان وكـأنـه من صنع يديه، وفـي هـذا قـال دعبل الـخـزاعـي:)هــيالنفسمـاحسنته
شاعر المليون العدد 187 أغسطس 2022
46
















































































   46   47   48   49   50