Page 49 - العدد 187 من مجلة شاعر المليون
P. 49

47
العدد 187 أغسطس 2022 شاعر المليون
نكد الدنيا عليه. وقد قال المتنبي يمدح سيف الدولة ويـذ  ُّم الدنيا بيتاً وانتشرعنالمتنبيكذلكقوله:)منيعرِفالشمسلا استلهمهالشعراءمنبعدهفذاعوصارمثًلايرددهالناس: ينكْرمطالعها،أويبصرالخيللايستكرِمالرمكا(؛أيإ َّنمن )ولوجازالخلودخلدَتفـرداً،ولكنليسللدنياخليُل(؛ يعرفكلاينكرفضلك،وفيهذاالبيت أيلوكانالخلودممكناًلأحدلخلدَت
وحدك،ولك َّنالدنيافانيةلايخلدفيها
أحدمنالعالمين،وهيلاصاحبلها
ومـنعاداتهاإفـنـاءِخلانها،وفـيهذا
المعنى يقول المتنبي كذلك يرثي أخت
سيفالــدولــة:)ومـــنلـميعشِقالدنيا
قـديـمـاً،ولـكـنلاسبيلإلــىالــوصــاِل(،
ويتأكدالمعنىعندأبيالعلاءالمعري:
ويـتـأكـدالمعنىعندقسطنديداود: )ولمتفتأالدنياتغ ُّرخليلَها،وتبدلهمن )الك ُّليعرفهوهلأحدعلى،شمسالضحىفيالأفقرام غمضأجفانهاسهدا(،ويقولسعدونالمجنون:)ياخاطب دليلا(. أما في سياق الصورة الثانية فيقول ابن نباتة الدنيا إلى نفسه، إن لها في كل يوم خليل(، واستحضر السعدي:)كلَّفتنيشأوَكالبعيَدومن..يطلُبعفَو ناصيفاليازجيالسياقفقال:)لعمرَكليسفي
ِمن ِح َكم المتني أ  َّن المح َّبالحقيقي لا يتوقف عن زيارة محبوبه على الرغم من النوى
صورتانفنيتان؛فيالأولىشّبهالمتنبي صاحَبالفضلبالشمس،وفـيالثانية بالجوادالسريعالـذييغنيوجـودهعن الرمكة التي تتسم بالبطء وثقل الحركة. وفـي سياق الـصـورة الأولـــى يقول بديع الزمانالهمذاني:)وهليجحُدالشمَس إلاالعم ُّي،وهليعرُفالفضَلإلاذووهُ(،
الجوا ِد بالرم َكة؟(. ويذ ّك ُرنا هذا بالقاعدة الفقهية الدنيا خلي ٌل، يدو ُم ولا يقيم بها نزي ُل(. التي تقول: )إذا ُو ِج َد الماء بطل التيمم(، فما ونـذكـر مـن الأمـثـال التي شاعت للمتنبي دام الأصل موجوداً والذي هو صاحب الفضل قوله: )ومن يك ذا فم مر مريض، يجد مراً به ـــــوقداستعارالمتنبيوغيرهالخيَلللتعبير الماءالزلاَل(،و)والغنىفييداللئيمقبيٌح، عنهـــــأح ُّقبالعرفانمنالفرعالذي ُعّبَرعنه قدرقبحالكريمفيالإملاِق(،و)علىقدر بالرمك. أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر ومنحكمالمتنبيكذلكقولهفيمنلا الكرامالمكارُم(،و)ماكلمايتمنىالمرء يفهمالواضحمنالأمــور:)وليسيصح يدركه،تجريالرياحبمالاتشتهيالسفُن(،
في الأفهام شيءٌ، إذا احتاج النهار إلى وكذلك بيتاه: دليِل(،وقدانتشرهذاالقولوتناقله إَذاَغــــــــــــــامــــــــــــــْرَتِفـــــــــــــيَشــــــــــــــــــــــَرٍفَّمــــــــــــــــــــــُروٍم
َفـــــــــــــلا َتـــــــــقـــــــــ َنـــــــــ ْع بــــــــ َمــــــــا ُدو َن الـــــــــ ُّنـــــــــجـــــــــو ِم
َفــــــــ َطــــــــ ْعــــــــ ُم الـــــــــمـــــــــو ِت ِفــــــــــي أَمـــــــــــــــ ٍر َحـــــ ِقـــــيـــــ ٍر
َكـــــــ َطـــــــ ْعـــــــ ِم الــــــــمــــــــو ِت ِفـــــــــي أَمـــــــــــــ ٍر َعـــــ ِظـــــيـــــ ِم
نخلصمـمـا ُذكــــَرإلـــىأنالمتنبي
علىإباحتهادليًلا،متىاحتاجالنهار كانصورةصادقةلعصره،وامتازت إلىدليِل؟(،وناصيفاليازجي:)وهل معانيهوأخيلتهوألفاظهوعباراته يخفىالصباحعلىبصيٍر،فيحتاج بالقوةوالجزالة،كمامتحشعُره الـنـهـاُرإلــىدلــيــِل؟(،وكـذلـكقول منالموروثالإنسانيالجمعي، جرمانوسالشمالي:)إذااحتاج ماعّبدلهسبلالرواجوالذيوع، النهارإلىدليٍلفلايبقىلمعنىالنور فلمتتوقفقصائدهعندزمــانأو نوُر(.هؤلاءالشعراءوغيرهماستلهموابيت مكانمعين،بلانتقلتمعالناسجيًلا المتنبي باعتباره إشارة تناصية حتى صار مثَ ًلا بعد جيل، وصارت في معظمها
متناَق ًلا. مضَرباً.
الناس واستلهمه الشعراء، ونذكر منهم ماء العينين في قوله: )وليس يطالب الـبـرهـان إلا، إذا احـتـاج النهار إلى
دليِل(،ومحمدبنالشيخسيدي:)تريُد
















































































   47   48   49   50   51