Page 72 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 72

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                          ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫وجديـر بالذكـر أن معظـَم فلاسـفة الأخـاق قـد‬                        ‫وهـو أنهـا – أي هـذه المبـادئ – تكـون أسـهل فـي الفهـم‬

‫عنـد تدريسـها أو تعلمهـا مـن نظريـات الخلـق العـام‪ .‬حاولـوا تأويـل وتنقيـح هـذه المبـادئ‪ ،‬وذلـك عـن طريـق‬

‫وأخيـًار‪ ،‬ولمـا كان مـن السـهولة بمـكان التعبيـر عـن استكشاف كنه مفاهيم مثل “الأذى” و”الفائدة” و”العدل”‬
‫المبـادئ فـي حـدوٍد عامـة‪ ،‬فإنـه مـن الممكـن تطبيقهـا و”العقلانية” و”الخداع”‪ ،‬إن هذه المبادئ الخلقية العامة‬

‫فـي حـالات متباينـة وتأويلهـا بطـرق مختلفـة‪ .‬وهـذا النـوع مـن الممكـن تطبيقهـا فـي اختيـا ارت خلقيـة عامـة متعـددة‬

‫مـن المرونـة يدعـو – فـي واقـع الأمـر – إلـى تطبيـق واسـعة المـدى‪ .‬هـذه المبـادئ فـي واقـع الأمـر‪ ،‬يجـب‬

‫المبـادئ فـي حـالات متنوعـة دون تجاهـل التفاصيـل أن تؤخـذ علـى أنهـا خطـوط إرشـاد للسـلوك أكثـر مـن‬

‫المهمـة بصددهـا‪ .‬وهنـاك بعـض مـن هـذه المبـادئ كونهـا معاييـَر صلبـة‪ .‬هـذا معنـاه أنـه ينبغـي علينـا أن‬

‫نتبـع هـذه المبـادئ فـي سـلوكنا‪ ،‬أمـا الاسـتثناءات فمـن‬             ‫الخلقيـة العامـة يمكـن عرضهـا كالآتـي‪:‬‬

‫الممكـن أن تحـدث عندمـا تتصـادم هـذه المبـادئ بعضهـا‬                ‫	•المسـالمة ‪ :Nonmalificence‬لا تـؤِذ نفسـك ولا‬
‫مـع بعـض‪ ،‬أو مـع معاييـر أخـرى‪ .‬وعندمـا يتصـادم‬                                                     ‫تـؤذ الآخريـن‪.‬‬
‫مبـدآن‪ ،‬علينـا أن نقـرر اتبـاع أحدهمـا دون الآخـر‪.‬‬
‫علـى سـبيل المثـال‪ ،‬عندمـا يطلـب منـا وجهـة نظرنـا‬                  ‫	•الإحسـان ‪ :Beneficence‬سـاعد نفسـك وسـاعد‬
‫فـي مهـارة الطهـو لشـخص مـا‪ ،‬هنـا ربمـا نقـرر بشـيء‬                                                      ‫الآخري ـن‪.‬‬

‫أقـل مـن الصـدق أو نحيـد عـن الصـدق الكامـل‪ ،‬وذلـك‬                  ‫	•الاسـتقلال الذاتـي ‪ :Autonomy‬دع العقـاء‬
                                                                    ‫يمارسـون الخيـا ارت الحـرة القائمـة علـى المعرفـة‬
‫تجنًبـا لإيـذاء ذلـك الشـخص‪ .‬ولمـا كان مـن الممكـن أن‬
‫تنشـأ ص ارعـات بيـن مختلـف المعاييـر والمبـادئ‪ ،‬كان‬                                                       ‫با لأ م ـر ‪.‬‬

‫علينـا فعلـه‪ .‬ولكـي نقـوم بهـذا‪ ،‬فنحـن فـي حاجـة إلـى‬               ‫	•العدالـة ‪ :Justice‬عامـل النـاس بالقسـطاط‪ ،‬شـرط‬
                                                                                              ‫الإنصـاف والمسـاواة‪.‬‬
‫فهـم الملامـح الخاصـة بالمواقـف المعطـاة‪ .‬هكـذا‪ ،‬يمكننـا‬

‫ملاحظـة أن هنـاك معنـى مه ًّمـا يمكـن وجـوده هـو أن‬

‫الأخـاق ترتبـط بالموقـف‪ :‬فعلـى الرغـم مـن أن بعـ َض‬                 ‫	•المنفعـة ‪ :Utility‬اعمـل علـى تحقيـق أعلـى نسـبة‬
‫المبـادئ الأخلاقيـة العامـة ينبغـي أن ترشـد سـلوكنا‪،‬‬                ‫مـن المنافـع مقابـل المضـار لتفيـد النـاس جمي ًعـا‪.‬‬
‫فإننـا فـي حاجـة إلـى تقويـم ق ار ارتنـا وأفعالنـا علـى أسـاس‬
                                                                    ‫	•الإخـاص ‪ :Fidelity‬حافـظ علـى وعـودك‬
       ‫وقائـع وقيـم مفطـورة فـي المواقـف المعينـة(‪.)18‬‬                                                 ‫وا تفا قا ت ـك ‪.‬‬

‫وهنـاك اتجـاهٌ فلسـفي معاصـر مهـم يـرى أنـه ينبغـي‬                  ‫	•الأمانـة ‪ :Honesty‬لا تكـذب‪ ،‬لا ت ْحتَـ ْل‪ ،‬لا تخـدع‬
‫علـى الفيلسـوف أن يعكـف علـى تحليـل مفاهيـم اللغـة‬                                                      ‫أو تضلـل‪.‬‬
‫الأخلاقيـة ومبادئهـا تحليـاً منطقًّيـا‪ .‬لكـن الاعتـ ارض‬

‫	•الخصوصيـة ‪ :Privacy‬احتـرم الخصوصيـات الـذي أحياًنـا مـا ُيوجـه إلـى أصحـاب هـذا الاتجـاه هـو أن‬

‫تحليـ َل المفاهيـم والمبـادئ لا يوفـر لنـا أيـة إرشـادات تجـاه‬      ‫الشـخصية والثقـة فـي عـدم إفشـائها‪.‬‬

‫المسـائل ذات الصبغـة الأخلاقيـة‪ .‬ولفهـم تعقـد المبـادئ‬

                                                                ‫‪72‬‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77