Page 8 - Ministry of Information Book 2020
P. 8
نتفق جمي ًعا على أن معطيات وأدوات الإعلام فى الوقت الحالى تختلف عن أى وقت
مضى من حيث خطورة تأثيرها؛ لاعتمادها على التقنيات الحديثة فى نقل المعلومة إلى
كل بقاع الأرض خلال ثوا ٍن معدودة ،حتى قيل بصدق إننا نعيش وسط غابة من وسائل
إعلامية شرسة أصبح لها دور بارز فى تحديد المنتصر والمهزوم ،خاص ًة بعدما استغلت
التنظيمات الإرهابية هذه الوسائل الإعلامية واستثمرت فيها لزعزعة الأمن والاستقرار
فى شتى مجالات الحياة ،فى مواقع عملياتها ،مستغل ًة فى ذلك عدم التنسيق الإعلامى بين
الأجهزة الوطنية لدى الدول.
لذا نستطيع أن نقول إن مفاهيم القوة قد تغيرت فى عالمنا المعاصر ،وارتبطت
بشكل أكبر بوسائل الاتصال والمعلومات بتقنياتها الحديثة ،إذ باتت القوة فى حيازة
المعلومات وكيفية استخدامها والرد على الشائعات فى أسرع وقت ،وهو ما يسمى
بالحرب الإعلامية التى لا ينجو من َويلاتها إلا َمن خط َط واستعد لها مبك ًرا بإعداد
خطط التعامل الإعلامى مع المواقف السياسية المختلفة محليًّا ودول ًّيا ،بالتعاون مع
الجهات المختلفة.
من هنا برزت الحاجة إلى استحداث وزارة الدولة للإعلام –وهو مطلب نادى به كثير
من الخبراء والمتخصصين– بمفهوم عصرى؛ لأجل مزيد من الجاهزية لمجابهة تحديات
العصر الحديث من خلال عدة وسائل ،منها وضع رؤية إعلامية للدولة بعد التنسيق
بشأنها مع الجهات المعنية ،وتقوية الإعلام المصرى محليًّا وإقليميًّا ودول ًيّا ،وزيادة
قدرته على التعامل مع الأزمات المختلفة ،دون الإخلال باختصاصات كل من المجلس
الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام.
المهمة لم تكن سهلة والتحدى كان كبي ًرا؛ فإنشاء وزارة ليس لها هيكل ولا ميزانية
وليس بها موظفون هو أمر أصعب كثي ًرا من العمل فى وزارة قائمة بالفعل.
6