Page 181 - merit 45
P. 181
179 الملف الثقـافي
مصطفى حجازي رايموند ويليامز جان بودريار بين المميزات والعيوب .فقط
هذا الجمع يسمح بتلطيف
ولعبت بمشاعري» ،و»العقل الموضعة للذات تتضافر مع
السليم في البعد عن الحريم». سيكولوجية «تعظيم الذات» الأحكام ،وزيادة قدرتها
حيث يوهم نفسه بامتيازه التمييزية ،وبالتالي زيادة
مثل هذه العبارات تؤكد وتفوقه على الآخرين ،وهو فعاليتها من خلال التقدير
على سيكولوجية القهر التي تفسير يسمح لعنف مكبوت الفعلي لوزن ومدى الأوجه
تحكم النسق الثقافي لكاتب أن ينفجر ،وإن لغو ًّيا ،دون المختلفة للظاهرة .إن هذا
مثل هذه العبارات؛ فالمرأة، رادع متخ ًذا طابع الدفاعية القصور في الفكر النقدي
نظ ًرا لوضعيتها التاريخية هو نتيجة طبيعية للانفعالية
النفسية من شر الحسد المسيطرة على عقل الإنسان
في المجتمعات ولطبيعتها والعين. المتخلف .هذه الانفعالية
الفسيولوجية ،هي محط هي بدورها نتاج مباشر
السلوك العدواني للمجتمعات وضعية المرأة لسيطرة نظام التسلط والقهر
المقهورة؛ إذ غالبًا ما يتم على وجوده ،ذلك النظام
تنميط وضعيتها الاجتماعية تحظى المرأة بنصيب
واسع من محتوى لافتات الذي ينسف كل منطق
في أدنى دركات السلم ويعطل كل عقلانية»(.)6
الاجتماعي ،كما يتم تحميلها التوكتوك؛ حيث تنتشر ولعل غياب المنطق وتعطل
بعض العبارات التي تحيل التفكير العقلاني في الذهنية
عبء الوضعية المتردية إلى وضعية المرأة في حياة
للرجل المقهور« ،إنها أفصح هذه الشريحة الاجتماعية المتخلفة هو ما يجعل
معبر عن العجز والقصور، المقهورة ،مثل «اتنين مالهمش صاحب التوكتوك المطحون
وعقد النقص والعار ،وأبلغ أمان :الفرامل والنسوان»، اجتماعيًّا يلجأ إلى التفسيرات
دليل على اضطراب الذهن و»سابت كل الـgames الغيبية في فهم وضعيته
المتخلف من حيث طغيان المأزومة ،فيفسر ما يحدث
العاطفية ،وقصور التفكير له اتكا ًء على فاعلية الحسد
والسحر ،ولذا نجد عبارات
من قبيل« :عضة أسد ولا
نظرة حسد» ،و»للبيع عشان
ترتاحوا» ،و»العين صابتني
ورب العرش نجاني» ،و»ما
تبصش لعجلها لتجيب
أجلها» ،و»ما تبصش كده
يا عبيط الحلوة بالتقسيط»،
و»تاخدوا كام وتبطلوا
كلام» .وهكذا ،يموضع
واضع اللافتة ذاته في دائرة
المحسود بحثًا عن تفسير
للنكبات الفجائية التي قد تلم
به وتصيبه بالضرر دون
تفسير منطقي منه .وهذه