Page 44 - merit 45
P. 44
سيجموند فرويد في قصائد الشاعر :عزمي عبد
الوهاب ،إذا كانت الخبرات
كل شيء كان يفسد سري ًعا
كانوا سيئين ح ًّقا) المثيرة للقلق ذات جوانب غامضة،
إنه يكذب -ذلك الغموض الذي قد ينطوي
على التهديدات ،-فإن مواجهة
لم تكن الصورة على هذا النحو أب ًدا الشاعر لها تعتمد أسا ًسا على
فقد ظل هار ًبا بقسوة مبررة قدرته على (تحمل الغموض)
يصحو من النوم إلى الوظيفة مكرها والعمل على توسعة حيز الوعى
بالذات وتقبلها أوًل ،ثم قدرته
ويعود إلى البيت بلا أصدقاء أو حتى أعداء» على تجاوز حدود الذات وصوًل
وآلية (الإسقاط الهجومي) التي تجلت في قصيدة: للنص كمشترك إنساني ثان ًيا.
خطيئة ،التي يقول فيها: بأن يظهر في سلوكه عكس ما ُيخفي في نفسه في
«(كل مساء ستق ِّشر تفاح الوحدة) قصيدة :احتمالا ُت التص ُّد ِع ،عندما يقول:
هذا الشار َع تعب ُر «ربما وأنت
لا تطأ البحر تسق ُط تما ًما في المنتص ِف
فآثام َك لا يغسلها الماء فتدو ُسك سيار ٌة مجنون ٌة
صلات َك لا يجديها الدم وضو ًءا» ويجي ُء غري ٌب مثلُك
كف (الذات) أي ًضا آلية اتبعها الشاعر لمعايشة يدووانرميا َكدممقعا ٍةب َر الصدقا ِت
(القلق) ،إلا أنها آلية أدت إلى (الاغتراب) وسيادة من قل ِب أ ِّم َك
مشاعر اليأس في قصيدة :حزن ،التي يقول فيها: ربما تنظ ُر في المرآ ِة،
«هل تعرف أن طري ًقا وتسأ ُلَ :من هذا الكائ ُن يتف َّح ُصني؟
تضح ُك من رائحت ِه
بين الباب وبينك وتعو ُد لنوم َك ثاني ًة»
يحتاج كثي ًرا من ثرثرة النفط مع ملاحظة أن (التكوين العكسي) كآلية دفاعية قد
فإذن :لا جدوى من حبل الضحك
تمتزج بآلية (التوحد) عندما يظهر بدور الواعظ في
الممتد بعرض الشارع!» قصيدة :على َن ْح ٍو لا يلي ُق بقاط ِع طري ٍق فيقول:
جوهر الاغتراب هنا يعني أن الآخرين أصبحوا «(لم أكن عاد ًل في محبة أصدقائي
غرباء بالنسبة للإنسان ،والخبرات التي يعايش