Page 46 - 777777المنظور السياسي
P. 46
وبمـا أن الإرهـاب يعـد أكبـر المعوقـات للتمكيـن مـن يتوافـق والأنسـاق المجتمعيـة والتقاليـد العرفيـة ،وهويتهـا
تحقيـق حقـوق الإنسـان بمفهومهـا الشـامل فـي الأمـن الحضاريـة ،ومكانـة شـعوبها بيـن الأمـم.
والإسـتق ارر ،والسـكن ،والنقـل والصحـة والتعليـم ،وتوفيـر
ضمانات المواطنة الحقيقية فإن على الدول التى تبحث ولا يتـم خـال ذلـك الإكـ اره المفـروض ،مـن قبـل القـوة
عـن ارتقـاء الـدول الناميـة علـى سـلم التطـور الديمق ارطـى العظمـى والقـوى الكبـرى فـى العالـم ،علـى اتبـاع النمـوذج
وتمكيـن حقـوق الإنسـان أن تضـخ تمويلاتهـا شـرعيا الديمق ارطـي الليب ارلـي الغربـي النظـر بعيـن الاعتبـار
ووفقـا لقوانيـن ودسـاتير الـدول المتلقيـة ،بهـدف إنفـاق إلـى التحديـات المحيطـة بهـذه الـدول ،سـواء رغبتهـا فـى
التمويـات فـى أوجههـا التنمويـة الحقيقيـة والشـرعية الحصـول علـى حقهـا العـادل مـن التنميـة ،أو مواجهـة
ولكـن مـا يعمـق هـذه الإشـكالية دولًّيـا أن القـوى الغربيـة أنشـطة التنظيمـات والميليشـيات الإرهابيـة التـى تحـاول
لا تـ ازل لا تتفهـم ذلـك ،وتصـر علـى رؤيتهـا كثيـًار ،ولا أن تقـود هـذه الرغبـة ،وكذلـك السياسـات الداعمـة مـن قبـل
تتخيـل أنهـا يومـا مـا يمكـن أن تسـتهدف التنظيمـات قـوى إقليميـة لتوفيـر الدعـم اللوجسـتي والمـادى للإرهـاب،
الإرهابيـة والقـوى الإقليميـة ال ارعيـة لهـا ،والأجـدر بهـا وهـو أمـر يمكـن أن يقـوض كل عوامـل الاسـتق ارر داخـل
أن توجـه خب ارءهـا ومنظريهـا للبحـث عـن تعريـف دولـي
هـذه الـدول ،وفـي محيطهـا الإقليمـي.
موحـد للإرهـاب.
ظهـرت فكـرة التمكيـن للديمق ارطيـة ولحقـوق الإنسـان
ولعـل ذلـك كان المنهـج المصـري الـذى تبنـى كمصطلحـات شـائعة فـي السـنوات الأخيـرة للكثيـر مـن
اسـت ارتيجية ،مكنتهـا مـن تحقيـق التـوازن بيـن ضـرو ارت المنظمـات الدوليـة ،وتواتـر اسـتخدامها فـي أدبيـات
الأمـن القومـى فـى مواجهـة الخطـر الإرهابـي مـن جانـب الخطـاب السياسـي المعاصـر .وكان الظهـور الأول لهـا
ومقتضيـات حمايـة حقـوق الإنسـان وتحقيـق الديمق ارطيـة فـى خطابـات البنـك الدولـى المتعلقـة بالتنميـة الإنسـانية
ذات الخصوصيـة مـن جانـب آخـر ،والتـي تعبـر عـن المسـتدامة المتصلـة بزيـادة قـدرة الأفـ ارد والـدول علـى
المجتمـع المصـرى والتجربـة المصريـة الوليـدة بعـد ثـورة اتخـاذ الخيـا ارت المناسـبة ،وهـو مـا يعنـى توفيـر الآليـات
30يونيـو ،بعبـارة أخـرى تقـوم هـذه التجربـة علـى التوفيـق اللازمـة والبيئـة الفعليـة والقانونيـة لإرسـاء العدالـة للتمتـع
بيـن حمايـة الأمـن القومـى فـى مواجهـة الإرهـاب والتمكين بكافـة الحقـوق والحريـات ،ورفـع المعوقـات التـي تحـول
لحقـوق الإنسـان والديمق ارطيـة مـن خـال تسـريع معـدلات دون إتاحـة الأفـ ارد بالتمتـع بهـا .ويتصـور أن يأتـى علـى
التنميـة وتحقيـق العدالـة الاجتماعيـة ،وتمكيـن المـ أرة قمـة هـذه المعوقـات كيفيـة مكافحـة الإرهـاب ،ومواجهـة
والشـباب وتحسـين جـودة الخدمـات الرئيسـية المقدمـة التمويـل الإرهابـي ،والتمكيـن لحقـوق الإنسـان بالمفهـوم
للمواطـن المصـرى (صحـة تعليـم ،نقـل مواصـات طـرق الشـامل لـه ،وتوجيـه الدعـم الدولـى لتمكيـن شـعوب
مشـروعات تنمويـة قوميـة عملاقـة تسـتوعب أعـداًدا كبيـرة هـذه الـدول مـن الترقـى وتحقيـق معـدلات رفاهيـة أكثـر
مـن العاطليـن) .وفـرض سـيادة القانـون دون تمييـز، داخـل حـدود دولهـا الوطنيـة ،وعـدم تشـكيل أى نـوع مـن
وإعـاء المواطنـة المصريـة ،وإصـاح وتجديـد الخطـاب التدخـات التـي يمكـن أن تقـوض الاسـتق ارر الداخلـي،
الدينـى ،ومكافحـة الفسـاد كل ذلـك دون إغفـال أن الهـدف لأن اسـتم اررها بهذه الذ ارئع ال ازئفة سـيدخلنا فى دوامة لا
الرئيسـي لـكل مـا سـبق هـو مكافحـة الإرهـاب علـى نهائيـة جديـدة تعمـل علـى تمكيـن الإرهـاب وليـس تمكيـن
الديمق ارطيـة وحقـوق الإنسـان.
46

