Page 12 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 12
لقد أثبتت وحدات الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر 1973أنها وفي جنوب سيناء ،تم استخدام الإبرار الجوي والبحري في آن واحد؛
من أكثر التشكيلات العسكرية كفاءة واحتراًفا ،وأنها كانت الذراع حيث نفذت الكتيبة 83صاعقة عمليات إنزال في رأس شراتيب
القوية التي تسللت إلى قلب العدو ،فأربكته ومزقت خططه ،وهي وخليج السويس لإغلاق مضايق حيوية مثل وادي فيران ،في حين
قصة مجد يجب أن تبقى حية في ذاكرة الوطن ،لما فيها من دروس ُنفذت عمليات إبرار بحري في جبل النزازات باستخدام قوارب
في الشجاعة ،والتخطيط ،والتضحية ،والإيمان بالواجب الوطني زودياك ،وهو ما ُيظهر مرونة عالية في وسائل التنفيذ ،وتنويًعا
مقصوًدا يهدف إلى خلق مفاجآت تكتيكية للعدو ،الكتيبة 153صاعقة
المقدس. أيًضا نفذت مهام إبرار في وادي غرندل وحمام فرعون ،ومن ثم
جرى إدماج هذه الكتائب تحت قيادة الجيشين الثاني والثالث حسب
وثيقة توضح إبرار قوات الصاعقة في
منطقتي أبو رديس وشراتيب مواقعها ،لتعزيز خطط القتال الميداني.
لم تكن وحدات الصاعقة تكتفي بالعمليات خلف خطوط العدو
فحسب ،بل شاركت أيًضا ضمن التشكيلات الأمامية ،وواجهت العدو
المدرع مباشرة .فعلى سبيل المثال ،قامت الكتيبة 33صاعقة بتأمين
الساتر الترابي بعد العبور ،ونفذت كمائن لاصطياد دبابات العدو في
الفواصل بين فرق المشاة ،كما هاجمت الكتيبة 43النقطة الحصينة
في لسان بورتوفيق ،وهي عملية جسورة مّكنت القوات من التقدم في
هذا المحور .وفي نطاق الجيش الثاني ،خاضت الكتائب 13و73
و 256صاعقة معارك مباشرة مع مدرعات العدو في مناطق كثيب
الصناعات ،عيفان ،جلبانة ،والقنطرة ،كما شاركت الكتيبة 203
صاعقة في اقتحام نقاط العدو الحصينة عند الكيلو 10و.19
أما من حيث الاحتياط وتأمين العمق؛ فقد أبقت القيادة العامة على
بعض وحدات الصاعقة في مواقع بعيدة كليبيا ووادي قنا وجزيرة
شاكر ،لتكون احتياطًيا إستراتيجًيا يمكن الدفع به في حالة تطور
الصراع ،كما تم تعزيز منطقة البحر الأحمر العسكرية بالمجموعتين
128و 132صاعقة ،لتنفيذ عمليات بحرية خاصة ضد أهداف في
الساحل الشرقي ،شملت إبرار ثلاث سرايا باستخدام لنشات برترام
وزودياك ،بإسناد من لنشات طوربيد ومدفعية ،في تنسيق احترافي
ُيظهر مدى الإعداد والجهوزية .من خلال هذا العرض ،يتضح أن
وحدات الصاعقة لم تكن مجرد قوة مناوشة ،بل كانت عنصًر ا رئيسًيا
في الخطة العامة لتحرير سيناء .فقد جمعت بين العمل التكتيكي الدقيق
والتكامل مع المشاة والمدرعات والمدفعية ،وأسهمت في تحقيق
أهداف إستراتيجية عبر تعطيل احتياطيات العدو ،وتدمير نقاط قوته،
وتثبيت قواته في مواقعها .نجاح الصاعقة اعتمد على عنصر
المفاجأة ،والاستفادة من التضاريس ،والتنفيذ الليلي ،والقدرة على
العمل في عمق العدو تحت أقسى الظروف ،وهو ما ُيبرز قيمة
التدريب والانضباط العسكري الذي امتازت به هذه الوحدات.
8

