Page 122 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 122
أ .زعيرا :هذا أمر هامشي .فالأمر المحوري هو أن سياسة الإجازات،
خاصة أن القواعد إما في هضبة الجولان أو سيناء ،تقوم على ثلث قوة
الأفراد في إجازة والثلثين تقريبا على رأس العمل .في الوقت الذي لا
يسمحون فيه للأفراد بالقيام بإجازاتهم يزداد عدد الأفراد بنسبة .%50
أجرانات :بالنسبة للطريقة الثانية لزيادة الساعات ألا تكون هذه الطريقة
على حساب يقظة هؤلاء الأفراد؟ إذا عملوا أكثر من الساعات المعتادة؟
أ .زعيرا :إذا كان هذا الأمر مستمرا -نعم .ولكن إذا كان لبضعة أيام -لا.
إذا كان هذا الأمر مستمرا -نعم ،لهذا قلت إذا استمرت فترة التوتر يصبح
من الضروري استدعاء الاحتياط .وأود هنا أن أتطرق إلى نقطة مهمة
تحدثت عنها عدة مرات .المشكلة التي يواجهها ضابط الاستخبارات وهو
يرى ،من حيث الإمكانات ،أن العدو يمكن أن يهاجم ،ومن ناحية النوايا
ومعه كل المعلومات ،أو أن السواد الأعظم منها يقول إنه لا مجال
للحرب ،وليس معه أي دليل يدلل على نشوب الحرب ،ولا معلومات حتى
عن نوايا الحرب ،في هذه الحالة ماذا يمكن أن يفعل ضابط الاستخبارات،
أن يفصل بين الأمرين ويقول :يمكن للعدو أن يهاجم .من حيث
المعلومات -لا توجد معلومات تقول إن العدو ينوي شن هجوم...
أ .زعيرا ... :عند دراستي لسجلات المناقشات ،سواء كانت مع وزير
الدفاع أو مع الحكومة ،هذه النقطة حول الإمكانية المتاحة ،من حيث
ميزان القوى ،والاستعداد ،وكم التشكيلات العسكرية ،والانتشار ،عاد هذا
الموضوع وتم التأكيد عليه عدة مرات وتم فهمه جيدا.
ى ...الجبهة ،خاصة في سلاح الجو والمدرعات ،وظللنا على حالة
الاستعداد القصوى .لم أستدع الاحتياط ،وتم رفع حالة الاستعداد كلها من
الجيش النظامي" .ما أود قوله هو أن المعلومات التي كانت بحوزتنا
كشفت عن أن الجيش المصري والجيش السوري -السوري من الناحية
التقنية -يستطيعان شن هجوم ،جاهزان للهجوم ،مستعدان للهجوم ،وفي
أنسب حالة للهجوم .لم تكن لدينا معلومات تفيد أن هذه نواياهما .لا يمكن
أن نخلص من ذلك أنهما يستطيعان ،وأن هذه نواياهما .ولما كانا
يستطيعان ،تشكل موقف دائم على مدى شهور وسنوات يتغير بشكل أو
بآخر .سواء حدث هذا ضمن تدريب أو خارجه .كان توازن القوى بين
الجيش المصري والجيش الإسرائيلي على امتداد القناة من 30إلى 40
كيلومترا من ضفتيها ،يشير إلى أن القوات مستعدة لشن هجوم مصري
دائما...
أ .زعيرا ...:أما عن الجيش السوري فقد ظل في حالة طوارئ لسبعة
أشهر .وفي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر عدنا وأشرنا إلى الحقيقة من
حيث الاستعداد ،من الناحية الرمادية ،فالجيشان المصري والسوري
قادران على شن هجوم في أي لحظة .لم تكن لدينا أي معلومات تشير إلى
أن هذه هي النية ،وإنما العكس هو الصحيح :كانت لدينا أكوام من الأدلة
والبراهين بأنه لا نية لديهما لشن هجوم .فقد كانت هناك شواهد كثيرة جدا
أن النوايا كانت للتدريب لا الحرب .وما أثر على التقدير هو حقيقة مفادها
أن هذه المظاهر كأنها من الماضي .ولا يوجد في هذا أي شيء استثنائي.
وهكذا أنهي كلامي.
أجرانات :شكرا جزيلا لك.
أ .زعيرا :أشكركم على صبركم وحسن المعاملة.
لنداو :بالنسبة للمعلومات الأخيرة أريد أيضا النسخة العربية الكاملة.
أ .زعيرا :سأرسلها لك.
انتهت الجلسة
118

