Page 48 - 1469_Neat
P. 48
2ـ كيفية نزول الوحي على النب ّي محمد (ص)
وه َب الل ُه نب َّينا محمد ًا (ص) مكار َم الأخلاق وك َّل صفات الكمال البشر ّي،
فكان من أفضل الناس في أعماله وأقواله فكان معصوم ًا ولم يعمل عمل ًا خاطئ ًا
طوال حياته من طفولته حتى وفاته ..فهو مطه ٌر من الذنوب والمعاصي ووهبه
الل ُه عقل ًا وحلم ًا وعلم ًا وذكا ًء فائق ًا.
إ ّن الله وه َبه ك َّل صفات النبوة ..وعندما بلغ عم ُره أربعين سنة وأراد الل ُه أ ْن يبع َثه
للناس رسول ًا ..فابتدأ الوح ُي إليه بالرؤيا الصادقة في المنام ،وهذه البشارات في
المنام هي بداية النب ّوة ،فكان ْت رؤياه في المنام وحي ًا.
وبعد الرؤيا في المنام ح ّب َب الله اليه الخلو َة وحده ،فكان يتأم ُل ويفك ُر في خلق
السماوات والأرض وي ّتجه إلى الخالق العظيم ويتعبد ..فأخ َذ بالذهاب إلى غار
حراء خارج مكة ،في أعلى الجبل يجلس فيه ويتعبد.
وفي شهر رمضان سنة ( 610م) كان النب ُّي محم ٌد (ص) في غار حراء فجا َءه
َم َل ُك الوحي جبريل (ع) مر َسل ًا من الله سبحانه وأخبره بأنه رسو ُل الله إلى الناس
جميع ًا ،وقرأ عليه الآيا ِت الخمس ال ُأ َول من سورة العلق:
ﱫﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ
ﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﱪ
ثم استم َّر نزو ُل الوحي على الن ِّبي مد َة ثلاثة وعشرين عام ًا ..ثلاث َة عش َر عام ًا
في مكة ،وعشرة أعوا ٍم في المدينة ،فاك َت َم َل القرآ ُن ،كما هو الآن بين أيدينا ،لا
نق َص فيه ولا زيادة.
46