Page 14 - قرية تشارانبور 2_Neat
P. 14

‫أقسم َّل َّلا ُسبحانه وتعالى في ثنايا سورة الشمس بسبعة أشياء وهي‪ :‬الشمس و َضوؤها و ُشروقها‪,‬‬
  ‫وبالقمر إذا تبع الشمس بال ّطلوع بعد غروبها‪ ,‬وبالنّهار إذا كشف الشمس‪ ,‬وبالليل إذا يَغشى‬

‫ال ّشمس فيذهب بضوئها‪ ,‬وبالسماء وببنيانها وبانيها‪ ,‬وبالأرض ومن بسطها‪ ,‬وبالنّفس الإنسانيّة‬
 ‫وتسويتها‪ ,‬ومن المعلوم أ ّن الله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬لا يُقسم إلا بعظيم‪ ,‬فد َّل ذلك على أ ّن ك ّل ما‬

   ‫أقسم به الله من تلك التي ذُكرت آنفاً إنّما كان لأم ٍر عظيم‪ .‬إ َّن قسم الله سبحانه وتعالى ِبهذه‬
 ‫ال َمخلوقات إنّما جاء بسبب ما فيها من العجائب العديدة ومظاهر قدرته تعالى والتي تَد ُّل على‬
‫ال َخالق ُسبحانه وتعالى‪ ,‬وحتى ينتبه عباد الله إلى أنواع َمخلوقاته التي كانت في وجودها وخلقها‬
   ‫َمنافع عظيمة لهم ولمن يُشاركهم الحياة على وجه البسيطة‪ ,‬وحتى يتأ ّملها ال ُمكلّف ويُدرك‬
 ‫عظمتها؛ فيش ُكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم‪ ,‬وقد جاء البدء بالقسم في هذه السورة لأ ّن‬

‫الذي يُقسم به الله سبحانه وتعالى يحصل له وق ٌع في قلب الإنسان م ّما يدعوه إلى التأمل‪ .‬أخبر الله‬
  ‫سبحانه وتعالى في ثنايا سورة الشمس عن قبيلة ثمود التي تمادَت وتجا َو َزت ب ُطغيانها جميع‬

‫الحدود؛ وذلك عندما قام أشقاها (قدار بن سالف) بعقر الناقة‪ ,‬وقد حذّرهم صالح عليه السلام من‬
 ‫عقر هذه الناقة‪ ,‬وأخبرهم بأن يَتركوها‪ ,‬قال الله سبحانه وتعالى‪( :‬ه ِذ ِه ناقَةُ َّل َّلاِ لَ ُك ْم آيَةً‪ ,‬فَذَ ُروها‬
‫تَأْ ُك ْل ِفي أَ ْر ِض َّل َّلاِ‪َ ,‬ولا تَ َم ُّسوها ِب ُسو ٍء‪ ,‬فَيَأْ ُخذَ ُك ْم َعذا ٌب أَ ِلي ٌم)[‪ ]٧‬غير أنّهم كذّبوا نبي الله صالح‬

      ‫عليه الصلاة والسلام‪ ,‬فأهلكهم الله بال ّصيحة التي أتت على َصغيرهم وكبيرهم‪]٨[.‬‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19