Page 2 - Demo
P. 2
استيقظ العالم هذا العام على أخبار انتشار فيروس اسمه «كوفيد-19»، أصاب ملايين الناس وقتل مئات الألوف خلال الأشهر المنصرمة، وما زال يفتك هنا وثمة بأهل هذه الأرض، رغم كل المحاولات التي تمت للتخفيف من آثاره التي أدت إلى تسجيل بعض
النجاحاتفيالسيطرةعليهوالحّدمنانتشارهفيبعضالأماكن.
فيروس «كورونا» هذا، الذي يسمى بالعربية «التاجي» الجديد،
كان له آثار متعددة الجوانب على حياة البشر، حتى على أبناء الكنيسة
والحياة الليتورجية والروحية للمؤمنين. إذ للتاج عمو ًما آثا ٌر سلبية وإيجابية على
حامله. فماذا فعل هذا «التاجي» بسكان الأرض، الذين وصلهم الفيروس بفترات زمنية متفاوتة، إذ خلال انحساره
فيبعضالأماكن،وعودةالحياةإلىطبيعتها،بدأينتشرفيأماكنأخرىمؤثًراعلىنمطحياةشعوبها؟
على الصعيد الصحي، اكتشف العالم أجمع، حتى الدول التي تعتبر نفسها أكثر تطو ًرا في هذا المجال، أنه لا يستطيع بسهولةمواجهةوباءمنهذاالنوعبالشكلالذيكانمتوقًعا.إذإنأكثرالضحايا،سواءعلىصعيدالإصاباتأو الوفيات، كانت في الدول التي تملك أفضل النظم الصحية والتأمينية على الحياة، حسب زعمها. أظهرت هذه الجائحة الحاجة إلى إعادة النظر في القطاع الصحي على جميع مستوياته، خصو ًصا أن وضع المستشفيات والوحدات الصحية في خدمة مصابي فيروس كورونا أدى إلى تأجيل وتأخير عمليات وعلاجات لمرضى، ازداد إعياؤهم أو توفوا. هذا يؤكد مرة
أخرىقولالسيد:«َمْن ِمْنُكْمإَِذااْهتََّميَْقِدُرأَْنيَِزيَد َعَلىقَاَمِتِه ِذَراًعا َواِحَدة؟»(متى27:6).
على الصعيد الاقتصادي، تعطلت عجلة الاقتصاد، وانهارت مؤسسات اقتصادية ضخمة، وازدادت أعداد العاطلين عن العمل بسرعة كبيرة في معظم أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع البطالة، وازدياد الأعباء على الدولوالمواطنينوالمؤسساتالخيريةوالإغاثيةلمساعدةالمتضررينمنجراءالإغلاقالتامللبلادتبًعاللإجراءات الاحترازيةوالوقائيةالتياتخذتهاحكوماتالدولمنأجلالحّدمنانتشارالفيروس.هكذا،لمينفعالذهبولا المال ولا المادة في إنقاذ أكبر اقتصادات العالم التي أضحت ترزح تحت ديون داخلية وخارجية، إذ «لَ ْي َس ِبالْ ُخ ْب ِز َو ْح َد ُه يَ ْح َيا ا ِلإنْ َسان» (متى 4: 4)، فازدادت أعمال السرقة والنهب والقتل من أجل أن ينقذ البعض حياته أو حياةأحبائه،فتعّرضأصحابالمالإلىخسائركبيرة،فصّحفيهمقولالسيد:«لاَتَْكِنُزوالَُكْمكُُنوًزاَعَلىالأَْرِض
َ ح ْ ي ُ ث ي ُ ْ ف ِ س ُ د ا ل ُّ س و ُ س َ و ا ل َّ ص َ د أ ُ ، َ و َ ح ْ ي ُ ث ي َ ْ ن ُ ق ُ ب ا ل َّ س ا ِ ر ق ُ و َ ن َ و ي َ ْ ِسر ق ُ و َ ن . » ( م ت ى 6 : 9 1 ) .
على الصعيد الاجتماعي، تأثرت البلاد والعباد بقرارات الحجر الصحي بشكل متفاوت. إذ إن الثقافات والتقاليد الاجتماعية المتنوعة استقبلت قرار الحجر بردود فعل مرحبة أو مستنكرة، حتى على صعيد قرارات
الافتتاحية
الأرشمندريت ألكسي شحادة - رئيس التحرير -
2 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠