Page 44 - Demo
P. 44
الميلاد المجيد. تطرق المطران (ح ّداد)، في رسائله السبع هذه، أسلحة النور، ويسلك، كالسلوك في النهار، بجمال التو ّرع(9) إلىموضوعالصوم،متحدثًاعنمعناه،والقصدمنه،وما والعفافوالطهارةوالقداسة،لابًساالربيسوعالمسيح يخّولهللإنسان،وكيفيَِردفيالكتابالمقدس،حاثًّاالمؤمنين كعبدأمينلحنّوه،تاركًاالتصرفغيراللائقبالكمال علىتنقيةالنفوسوالأجساد،مشًيراإلىكيفيةالسلوكبموجبالمسيحي،نابًذاعنهالـَمْحك(1٠)والحسدوكلالشهوات هذاالصوم،ومقّدًمابعضالتوجيهاتالرعائيةليلتزمهاأبناؤه الرديّةالمفسدةللأخلاقالمسيحية،غيرمستعِملشيئًامّما
تعثر به الإخوة أو يرتابون أو يمرضون» (المنار 2: 37٠).
أ ّما بالنسبة إلى الصوم الأربعيني خاصة، فيؤكد المطران
(حّداد)بأنه«أحسنوقتاستخّصتهالكنيسةالمقدسة
لأبنائها المؤمنين ليتقدموا جميعهم بقلب طاهر ونفس
منسحقةإلىإتمامواجباتهمالروحيةبنشاطورغبة»(المنار
2:37٠)،موضًحابأنهالُعُشورالتينقّدمهاللهمنحياتنا،
بحسبمارتّبهالآباءالمتوِّشحونبالله(المنار353:3-354)؛
فشريعة موسى تفرض على بني إسرائيل تقديم ُع ْشر ما َ
ينتجوهللرب،منمحاصيلأرضهموأبقارهموغنمهم(راجع لا 27: 33-3٠)؛ وهذه الوصية نقلها إلينا الرسل القديسون، بحسبالقديسدوروثاوسغّزة،بشكلأسمى،منخلال صوم ُع ْشر أيام السنة وتكريسها لله؛ وإذ حددوا للصوم سبعة أسابيع لا غير، وباستثناء أيام السبوت والآحاد منها(11)،
على امتناع ك ٍّلي عن الشراب والطعام لم ّدة محددة، والصوم النس ّك الذي يقوم على امتناع عن بعض الأطعمة (شميمن 41). وبما أن يوم السبت هو اليوم السابع الذي باركه الله، واليوم الذي فيه غلبالمسيُحالموتودّشنملكوته،ويومالأحدهويومالرب ويومفرحروحي،وبماأنالسبتوالأحديومانتُقامفيهماخدمة القداسالإلهيالتيتمتازدوًمابطابعالفرحوالتّعييد،فإنالصوم الك ّلي فيهما يُك َسر، بينما تسير وفقه بقية أيام الأسبوع التي لا تقام فيهاخدمةالقداسالإلهي،لأنهاأيامنختبرفيها«الحزنالبهّي» الذييشّكلالرسالةالحقيقيةللصوم(الحزنعلىضياعالعمر، وبهاء حضور الله وغفرانه) (شميمن 22-24 و37 و43 و59).
فيه، ومتوس ًلا إلى الإله العلي «ليؤ ّهلكم أن تجوزوا هذا الصوم المبارك،متّممينفروضهوأحكامه،وتستقبلواُسّبة(6)الآلام الخلاصيةوعيدالفصحالمجيد،وأنتممغتبطوننفًساوجسًما، وبعد الأعمار الطويلة، يجعلكم وارثين ملكوته السماوي، ومستحقينالخلودفيالنعيمالأبديمعالأبراروالصّديقين»
(المنار275:4). بدايًة، يصف المطران (حّداد) الصوم بأنه «ربيع
النفوس والأجساد» (المنار 2: 369؛ و4: 273-274)، وبأنه «الوقتالموافقالمفيدالنفوس»(المنار37٠:2)،موضًحا بأن الصوم «ليس القصد منه الإمساك والامتناع عن المآكل والمشاربفقط،بليُرادبهأيًضاالصومعنكلماهو ممنوع ومرذول، كالكذب والنميمة والحسد والبغض والكلام البطّال والسلب والخداع ولعب الميسر(7) والـ ُم ْس ِ ِكر وتدنيس الجسد، وسائر الرذائل التي تسخط الله وتُضر بالقريب»(المنار275:4).ولايُكتفىبذلك،بليجبأن
يكون الصوم مقرونًا «بالصلوات والتأملات الروحية وطهارة النفسوالجسدوحبالرحمةومسامحةبعضكمبعًضا(11)يمّيزالأبألكسندرشميمنبينالصومالكّليالذييقوم
(9)التّعّفف. (1٠) الجدل الباطل.
والمحبة الخالصة والابتعاد عن كل خطيئة» (المنار 4: 275). وإلاّ، « ُيمسي الصوم مكرو ًها وممقوتًا من الله، كما ورد: أصوامكم مقتَتْها نفسي، يقول الر ّب(8)» (المنار 4: 275).
صوم حقيقي يطال النفس والجسد «يخّول كل أرثوذكسي َحَسِنالعبادةأنيطرحأعمالالظلمة،ويتدّرع
(6) أسبوع. (7)الِقمار. (8) أش 1: 14.
44 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠