Page 154 - aslamiat thalith
P. 154
¢SOÉ°ùdG ¢SQódG
á£Ñ°†æªdG ájôëdG
: ájôëdGهي جﺰء من الﻔطرة البﺸرية ،إذ إن هناك مي ًﻼ ﻛام ًﻼ عند اﻹﻧسان
لعدم الﺨﻀوع والرﺿوخ ،وإﺻرار ًا علﻰ امتﻼك زمام الﻘرار .والحرية بأسلوب
آخر هي ﻏياب اﻹﻛراﻩ ،بمعنﻰ استطاعة اﻷﺷﺨاص ممارسة أﻧﺸطتهم من
دون إجبار ،ولﻜن بﺸرط الﺨﻀوع للﻘواﻧين المنﻈمة للمﺠتمﻊ .والحرية
ﻛذلﻚ إمﻜان اتﺨاذ الﻘرار بﻼ ﻗيود ،ومن ﻏير أن يﺆﺛر ﻓي حريات اﻵخرين .
والحرية ﻓي اﻹسﻼم ،تبدأ من رﺿا المسلم المﺆمن بﻘﻀاء الله وﻗدرﻩ
الذي يعني أﻧه سبحاﻧه بﻜ ّﻞ ﺷيء عليم بما ﻛان ،وما هوﻛاﺋن وما سيﻜون
.وﻗد ب ّين الله للناس ،علﻰ ألسنة رسله ﻃريﻖ الرﺷاد وﻃريﻖ الﻀﻼل وترك
لهم حرية اﻻختيار ،وﻗال سبحاﻧه:
ﱫ r q pﱪ البلد 10 :أي ﻃريﻘي الﺨير والﺸر ﱫG F
b MLKJIHﱪ الﻜهف .2٩ :ومن هذا ﻧعي أن اﻹﻧسان
له الﻘابلية علﻰ اﻻﻧتﻔاء ،وهو يعلم أن ما أﺻابه ما ﻛان ليﺨطﺌه ،وما أخطأﻩ
ما ﻛان ليﺼيبه ﻓيرﺿﻰ ويس ّلم بأمر الله .
إذن ،الحرية مطلب ﻻيﺨتلف ﻓيه اﺛنان ،إﻻ أن تلﻚ الحرية ﻻ تﺆتي
ﺛمارها الحﻘيﻘية إﻻ ﻓي ﻇﻼل الممارسة الﺼحيحة لها ،وبما ﻻيعارض
الدين ،أو اﻷخﻼق ،أو الﻘواﻧين ،أو حﻘوق اﻵخرين وحرياتهم ،وﻛما ﻗيﻞ:
إن حريتﻚ تنتهي حيﺚ تبدأ حرية اﻵخرين .
وﻗد ُعنيﺖ الﺸريعة اﻹسﻼمية بحرية الﻔرد ،ﻓرعﺖ حريته ﻓي اﻻعتﻘاد،
ويعﺰز هذﻩ الرعاية ﻗوله سبحاﻧه وتعالﻰ :ﱫ ì Ô Ó Ò Ñﱪ
البﻘرة ،2٥٦ :ﻓاﻹسﻼم منﻊ إﻛراﻩ المرء علﻰ عﻘيدة ما ،وأﻗ ّر أن الﻔﻜر
واﻻعتﻘاد ﻻب ّد من أن يت ّسم بالحرية ،من ﻏير إجبار ،أو تﺨويف ،أو تهديد،
ﻗال تعالﻰ:
1٥٣