Page 75 - aslamiat thalith
P. 75

‫ﱫ‪äãâáàßÞÝ‬ﱪ‬
‫لﻘد ﻃلبﺖ ﺛمود من ﻧبيها ﺻالﺢ أن يأتهم بمعﺠﺰة تﺆيد ﺻدﻗه ليﺆمنوا‬
‫به‪،‬ﻓطلبوا إليه أن يﺨرج لهم ﻧاﻗة من خلف ﺻﺨرة عينوها ‪ ،‬ﻓأخرج الله تعالﻰ‬
‫لهم الناﻗة التي سألوها من الﺼﺨرة ؛ اختبار ًا لهم ‪ ،‬ﻓاﻧتﻈر‪ -‬يا ﺻالﺢ‪ -‬ما‬
‫يح ﱡﻞ بهم من العذاب ‪ ،‬واﺻطبر ياﺻالﺢ علﻰ دعوتﻚ إيــاهم وأذاهـم لﻚ‪.‬‬

                   ‫ﱫ!"‪*)( '&%$#‬ﱪ‬
‫وأخبرهم ﺻالﺢ )´( بأمر من الله تعالﻰ أن الماء مﻘسوم بينهم وبين‬
‫الناﻗة‪ :‬ﻓيوم للناﻗة ‪ ،‬و يوم لﻘومه ‪،‬و ُيحﻈر علﻰ من ليﺲ بﻘسمة له أن‬
‫يﺸرب ﻓي ﻏير يومه ‪ ،‬ﻓﻜاﻧﺖ الناﻗة اذا ﺷربﺖ يومها ‪ ،‬ﺷربﺖ الماء ﻛله ‪،‬‬
‫ﻓيﻜون ﺷرابهم ذلﻚ اليوم من لبنها‪ ،‬ﻓيحلبوﻧها ﻓﻼ يبﻘﻰ ﺻﻐير وﻻ ﻛبير إﻻ‬
‫ﺷرب من لبنها يومه ذلﻚ‪ ،‬ﻓاذا ﻛان الليﻞ وأﺻبحوا ﻏدوا إلﻰ ماﺋهم ﻓﺸربوا‬

                                    ‫هم ذلﻚ اليوم وﻻ تﺸرب الناﻗة‪.‬‬

‫ﱫ‪7654 32 10/.- ,+‬‬
                             ‫‪=< ;:98‬ﱪ‬

‫ﻓنادوا ﺻاحبهم ﻗدار بن سالف وحﺜوﻩ علﻰ ﻧحرها ‪ ،‬ﻓتناول الناﻗة بيـدﻩ‪،‬‬
‫وﻧحرها وأﻛﻞ الﺠميﻊ من لحمها وهو أﺷﻘﻰ اﻷولين ﻓعــا َﻗبهم الله تعالﻰ‬
‫علﻰ عدم امتﺜالهم ﻷمرﻩ‪ ،‬ﻓأرسﻞ الله تعالﻰ عليهم جبريﻞ )´(‪ ،‬ﻓﺼاح بهم‬
‫ﺻيحة واحدة‪ ،‬ﻓهلﻜوا جميع ًا‪ ،‬ﻓﻜاﻧوا ﻛالﺰرع اليابﺲ الذي ُي ْﺠعﻞ ِﻓراﺷ ًا‬
‫لﻺبﻞ والمواﺷي ﻓأهلﻜهم الله تعالﻰ بالﺼيحة ‪،‬ﻓﻜيف ﻛان عﻘاب الله لهم‬
‫علﻰ ﻛﻔرهم‪ ،‬وإﻧذارﻩ لمن عﺼﻰ رسله ؟ لﻘد ﻛان عذاب ًا اليم ًا عﻘابا لهم ‪،‬‬

                                              ‫ﻓلم ين ُج منهم أحد‪.‬‬

                      ‫ﱫ>?@‪EDC B A‬ﱪ‬
‫يﻘول الباري عﺰ وجﻞ ‪:‬لﻘد َس ﱠه ْلنا الﻘرآن الﻜريم للتﻼوة والحﻔﻆ‪،‬‬
‫ولﻔهم معاﻧيه والتدبر لمن أراد أن يتذﻛر ويعتبر ﻓتلﻚ ﻗﺼﺼه تروي ﻛيف‬

     ‫ﻛان عﻘاب الله لمن ﻛذب رسله وعﺼﻰ أمرﻩ ‪ ،‬ﻓهﻞ ِمن متعﻆ به؟‬

                                          ‫‪٧4‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80