Page 24 - ajtimaeiaat awl mutawasit
P. 24
– 3ال ُمناخ:
يوصف مناخ العراق عموم ًا بالبارد الممطر شتا ًء والحار الجاف صيف ًا ،وتتباين درجات
الحرارة والأمطار بين أقسامه بسبب:
�أ -تباين البعد عن دائرة خط الاستواء.
ب -تباين البعد عن البحار المجاورة (الخليج العربي) والبحار القريبة (البحر المتوسط).
ج -تبايــــن ارتفاعــــات ســــطح الأرض.
إذ تنخفض درجات الحرارة كلما اتجهنا شمال ًا ،وتعتدل درجات الحرارة صيف ًا في
المنطقة الجبلية وتشتد فوق المناطق الهضبية والسهلية ،وتزداد كمية الامطار كلما اتجهنا
شمال ًا ،في حين تقل كميات الأمطار كلما اتجهنا جنوب ًا ،لذلك تعتمد الزراعة على الأمطار
في الأقسام الشمالية وعلى الري السيحي في الأقسام الوسطى والجنوبية ،وتسود الرياح
الشمالية الغربية في معظم أيام السنة وتليها الرياح الشمالية بموازاة مجرى نهري دجلة
والفرات ،مما منع الزحف الصحراوي نحو النهرين و المناطق السهلية في معظم أيام السنة،
وقد ساعد مناخ العراق على زيادة نشاط الإنسان في مختلف مجالات الحياة ،وهو أحد
أسباب تنوع المحاصيل الزراعية ،وكان لصفاء الجو في معظم أيام السنة دور في نشوء
وتطور علم الفلك والتنجيم عند العراقيين القدماء.
– 4الموارد الطبيعية:
ظهرت حضارة الإنسان على ضفاف الأنهار وال ُترب الخصبة ،إذ أبدع في استثمار موارد
الأرض لإدامة وجوده وإشباع حاجاته وتطوير طريقة حياته ،وقبل هذا كان يستخدم حجارة
الأرض وأشجارها في حياته اليومية.
وتشتمل الموارد الطبيعية على:
أ� – الماء ُ :تعد الأمطار والثلوج المصدر الرئيس لمياه نهري دجلة والفرات والأهوار
والمياه الجوفية بشكليها العيون والواحات ،وكانت ضفاف الانهار هي الأنسب لاستقرار
الإنسان وبدء حضارته منذ أواخر العصر الحجـري الحديث ،لذا قامت كل القرى والمدن
القديمة على تلك الضفاف ،وقد كان لتغ ّير مجرى نهري دجلة والفرات دور في تغير
توزيع المدن ،إذ كان نهر الفرات يجري إلى الشرق أكثر مما هو عليه الآن ،لذا نرى بعض
المدن بعيدة عن النهر بسبب تغير مجراه عن المجرى القديم مثل أور وبابل،وكانت
المستوطنات البشرية على ضفتي نهر الفرات أكثر مما على نهر دجلة لأن نهر الفرات
أقل تأثير ًا ومياه ًا عند الفيضان ،وكان للأنهار دور كبير في مختلف جوانب الحياة
فأعمال الري كانت السبب الرئيس في توسع المساحة المزروعة وزيادة الإنتاج الزراعي
فازدهرت الزراعة وانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العراق.
23