Page 130 - ajtimaeiaat althaani mutawasit
P. 130

‫صلح الحديبية ( ‪ 6‬هـ ) ‪627 /‬م‬
‫خرج النبي (ص) في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة ومعه ألف وأربعمائة من المسلمين‬
‫إلى مكة المكرمة بهدف أداء العمرة‪ ،‬ول َّما وصل إلى منطقة تُسمى الحديبية علم أ ّن قريش ستمنعه‬
‫من دخول مكة المكرمة‪ ،‬فأرسل إليهم عثمان بن عفان (رض) حتى ُيخبرهم أنّه لم يأ ِت لقتالهم‪،‬‬
‫فاستجابت قريش إلى النبي (ص) وأرسلت سهيل بن عمر إليه للاتفاق على صلح أُطلق عليه اسم‬

          ‫صلح الحديبية‪ ،‬وورد هذا الصلح في القرآن الكريم في سورة الفتح حيث قال عز وجل‪:‬‬
                                                 ‫(إَِنّا َفَت ْحَنا لَ َك َفْتحاً ُمِبيناً) سورة الفتح‪.48 /‬‬

                          ‫شبه‬

                   ‫كتبت وثيقة الصلح بين الرسول (ص) وبين قريش وقد تضمنت عدة بنود ‪:‬‬
                    ‫‪ -1‬هدنة من الحرب لمدة عشر سنوات يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض ‪.‬‬
‫‪ -2‬يرجع الرسول (ص) واصحابه في عامهم هذا فلا يدخلون فيه مكة على ان يدخلوها في العام القادم ‪.‬‬
‫‪ -3‬من أتى محمداً (ص) من قريش بغير اذن وليه رده اليهم ومن جاء قريشاً من محمد (ص) لم يردوه‬

                                                                                            ‫اليه ‪.‬‬
                                                                ‫‪ -4‬لا سرقة ولا خيانة بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -5‬من رغب ان يدخل في عقد محمد (ص) وعهده دخل فيه ومن احب ان يدخل عقد قريش وعهدهم‬

                                                                                  ‫دخل فيه ‪.‬‬
‫كان الرسول (ص) متسامحاً مع قريش‪ ،‬وقد ظهر ذلك في وثيقة الصلح الا ان النظر الثاقب لرسول الله‬
‫(ص) كان ابعد من مرحلة عقد الصلح‪ ،‬اذ بدأت نتائج ذلك الصلح واضحة بعد ان استطاع المسلمون بث‬
‫دعاتهم في مختلف أرجاء شبه الجزيرة العربية لنشر الاسلام‪ ،‬وازدادت اعداد المسلمين زيادة كبيرة حتى‬

                                 ‫ان كثيراً من قادة قريش ورجالها دخلوا الاسلام امثال خالد بن الوليد‪.‬‬

‫‪129‬‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135