Page 36 - kitab aljitmaeiaat alawil mutawasit
P. 36

‫استقرار الحياة اليومية والعادات والتقاليد التي أصبحت أعراف ًا‪ ،‬و فيما بعد قوانين مدونة‬
     ‫صادرة عن السلطة الحاكمة حددت بها علاقات الأفراد بعضهم بالبعض الآخر وثبتت واجباتهم‬
     ‫والتزاماتهم‪ ،‬وكان للأحوال الشخصية كالزواج والطلاق والتبني والإرث وحقوق الوالدين‬
     ‫وغيرها من العلاقات الاجتماعية نصيب ًا كبير ًا من تلك القوانين‪ ،‬إلا إ ّن ماجاء من مبادئ‬
     ‫واحكام وقواعد في قوانين العصر البابلي القديم‪ ،‬وفي مقدمتها قانون الملك حمورابي‪،‬‬
     ‫يمكن أ ْن تؤخذ على إنها تمثل الصورة العامة لما كان عليه المجتمع العراقي في عصوره‬

                                          ‫القديمة المختلفة التكوين أو الس ّلم الاجتماعي‪.‬‬
     ‫تألف المجتمع العراقي القديم كغيره من المجتمعات من فئات وشرائح عدة منها‬
     ‫الحاكمة المتنفذة سياسي ًا او اقتصادي ًا أو ديني ًا ومنها المحكومة والتي ضمت عامة الناس‬

                                                    ‫ويمكن توضيحها على النحو الآتي‪:‬‬

     ‫‪ -1‬الأسرة الحاكمة التي اكتسبت قدسية واحترام ًا نظر ًا للمركز الذي يتمتع به الملك‬

                                  ‫وأسرته عند عامة الناس لكونه ممثل الآلهة على الأرض ‪.‬‬

     ‫‪ -2‬فئة النبلاء وأصحاب الإقطاعات والملاك وكبار الكهنة والموظفين وقادة الجيش وكان‬

                               ‫لهم حقوق وامتيازات سواء في القوانين أو الأعراف السائدة ‪.‬‬

     ‫‪ -3‬عامة الناس وضمت العاملين في الحقول والمزارع والمداجن والمحلات التجارية الصغيرة‬

                                ‫وغيرهم من الشرائح الفقيرة والمعتمدة على قوتها اليومي‪.‬‬
     ‫وتمثل الطبقات الثلاث الانفة الذكر طبقة الاحرار ويعاملون معاملة واحدة أمام القانون‬

                                                        ‫ويتمتعون بالحقوق والواجبات‪.‬‬

‫طبقة الأحرار (العاملين) في بلاد الرافدين ‪35‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41