Page 15 - El Quabas
P. 15

‫صمـت الوارفـن أن يرزقـك صعـدة تجلـي العارفـن‪ ،‬ويلحقـك بالصالحـن‪،‬‬                                           ‫التلميذ العلامة الشيخ الحاج سالم بن براهيم‬
                                        ‫يارب العالمـن‪ .‬أمـن‬
                                                                                                 ‫اولرفيشـقـيهخفيسـيمدسـيرتمهحالمـتعدليابـميـنة‪،‬ال تلكبـميـرذهمنافلـردشـاًي دخوانلحـأانجيذسـكـالرم‬  ‫لا يذكـر‬        ‫	‬
                                                                                                                                                                                                   ‫وكاتم سـره‬  ‫صاحبـه‬
  ‫يا رب جازهم عنا الخلود بها ÷÷ يا رب بِّوئهم من فردوسها الغرفا‬                                  ‫بـن ابراهيـم منـذ بدايـة مسـرته التدريسـية بتيميمـون إلى أن ودعـه إلى مثـواه‬
‫داٌر بها ملتقى الأحباب إن سعدوا ÷ تنسى الشقاء وينسى ضمها الشظفا‬                                  ‫الأخـر وشـيعه بكلمـة تأبينيـة غصـت الحناجـر وترجمـت الدمـوع ذلـك البـوح‬
                                                                                                 ‫المهـزوز المسـكوت عنـه مـن الكلمـات العامـرة بخطـاب الأسـى والتفجـع‪،‬‬
 ‫يا رب واجع ْل لهم في القبر منفسحا ÷ وروضةً ترتضى نشراً ومقتَطفا‬                                 ‫كلمـات بكـى وأبكـى حـن وقـف علـى أعتـاب العتـاب والتقصـر‪(( :‬إننـا‬
‫يا ر ّب نِّور لهم ظلماء وحشتهم ÷ يا رب واتِحفهم من ايناسك التحفا‬                                 ‫نستسـمحك ياشـيخنا فقـد كنـت تدعـونا للعمـل الصـالح وكنـا عنـه‬
  ‫يا رب عرفهم رضواناً ومغفرًة ÷ يا رب الحفهم من استبرٍق لحفا‬
                                                                                                 ‫لاهـن‪ ،‬وكنـت تدعـونا للباقيـات الصالحـات وكنـا عنهـا غافلـن‪،‬كنـت‬
                                                                                                 ‫تدفعنـا إلى ذروة المجـد ولكـن لم نكـن في طلبهـا مجديـن‪ ،‬نستسـمحك‬
                                                                                                 ‫ياشـيخنا لأننـاكنـا مفرطـن في حقـك ومـن المقصريـن في خدمتـك‪ ،‬ومـن‬

‫يا رب ن ِّضرهم وجهاً في التراب وفي ÷ يوم الحساب إذا ما تقرأ الصحفا‬                               ‫التائهـن عـن بابـك‪ ،‬ولم نغـرف مـن بحـر علومـك وسـجايا أخلاقـك‬
                                                                                                 ‫وسـجل عطـاياك ماكنـت تؤملـه وتأملـه فينـا‪ ،‬نستسـمحك ياشـيخنا‪))..‬‬

‫بقلم إبراهيم بن محمد بن سالم بن ابراهيم‬                                                          ‫الشـيخ سـيدي سـالم بـن ابراهيـم والشـيخ سـيدي محمـد ابـن الكبـر ‪.‬‬

‫عـن‬   ‫اصـدار‪،‬‬   ‫قبسـهم في أول‬   ‫التمينـامدنـواً ببهـاالمحملــني‬  ‫هـذه الكلمـات‬  ‫جـاءت‬                      ‫رجـان تحـابا في الله وسـارا إليـه‪ .‬رحمهـم الله جميعـاً ‪.‬‬
‫‪ .‬أن‬  ‫جلايل ـة‬  ‫السـيد‪ /‬محمـد‬                                    ‫أن طلـب مـي‬    ‫عجالـة بعـد‬
‫أكتـب لـه عـن محبتـه للشـيخ سـيدي محمـد ابـن الكبـر وشـيخه الحـاج سـالم‬                          ‫ولـد الشـيخ الحـاج سـالم بـن ابراهيـم سـنة‪ 1927‬بتيميمـون ولايـة‬                                                       ‫	‬
                                                                                                 ‫أدرار في أسـرة فقـرة ‪ ،‬درسـه الشـيخ سـيدي محمـد بـن الكبـر بتيميمـون‪،‬‬
‫حـى‬   ‫ذلـك‬  ‫بعـد‬  ‫مـن‬  ‫وصاحبـه‬  ‫عامـاً‬  ‫عشـرة‬  ‫أربعـة‬            ‫عنـده‬  ‫درس‬  ‫بـن ابراهيـم الـذي‬  ‫وتفـرس فيـه موهبـة وعلـم وفكـر متقـد‪ ،‬يصلـح أن يكـون رجـل أمـة‪ .‬فـكان‬
                                                                                ‫وافتـه المنيـة‪.‬‬
                                                                                                 ‫صنيعـة الشـيخ وكـر علـى عينـه ونهـل مـن معينـه‪ ،‬حـى صـار معـن لـه والخليفـة‬
                                                                                                 ‫مـن بعـده‪ ،‬في الصلـوات والتراويـح والـدروس‪ ،‬بعـد أن توافـد النـاس علـى‬
                                                                                                                                                ‫الشـيخ مـن ربـوع الوطـن وخارجـه‪.‬‬

                                                                                                 ‫تقلـد رتـب الإمامـة والتفتيـش والنظـارة‪ ،‬والإفتـاء‪ ،‬فـكان عضـو في‬                                             ‫	‬
                                                                                                 ‫المجلـس الإسـامي الأعلـى بمرسـوم وزاري مـرة وبمرسـوم رئاسـي أخـرى‪ ،‬أحـد‬
                                                                                                 ‫العلمـاء العاملـن المتواضعـن والفقهـاء البارعـن‪ ،‬وأحـد الخطبـاء المفوهـن‪،‬‬
                                                                                                 ‫والبلغـاء اللسـانيين‪،‬والأئمة المسـندين‪ ،‬مجالسـه كلهـا علـم وأنـس‪ ،‬لا تمـل‬
                                                                                                 ‫رحمـة الله عليـه ‪،‬فـكان المعلـم المـربي‪ ،‬المـدرس للتفسـر والحديـث ومقاصـد‬
                                                                                                 ‫الشـريعة‪ ،‬وأصـول الفقـه وفروعـه والفرائض‪،‬والنحـو والصـرف والمعـاني‬
                                                                                                 ‫والبيان‪،‬والتصـوف‪ ،‬صفـا مشـرب السـالكين المتمدرسـن عليـه‪ ،‬المعتكفـن‬
                                                                                                 ‫لأكثر‬     ‫في مسجد الجيلالي بقلب أدرار‪،‬‬         ‫ابملـالغناشرـفعسيـربن‪،‬عميونانلحعاديممــاعًي‪،‬نثهتاِ‪.‬حلـمـينعرإرعلفيـهبهااللمقحيـصـراااسبة‬
                                                                                                 ‫المعتقـة‬  ‫التراويـح لوقفتـه المهيبـة‪ ،‬ودروسـه‬
                                                                                                 ‫وكأننـا‬   ‫والاسـتنباط والحكمـة‪ ،‬كل درس‬
                                                                                                 ‫أول مـرة نسـمعه‪ .‬عـالم رباني عمـل جاهـدا في جمـع شـتات الأمـة وتوحيـد‬
                                                                                                 ‫كلمتهـا بوسـطية فكريـة واعتـدال‪.‬و بمنهـج قـويم نبـوي شـريف سمـح‪.‬‬

                                                                                                 ‫رحـل عنـا صبيحـة الإثنـن في سـنة ‪ ،2019‬وكان هـو الفقـد‬                                                                ‫	‬
                                                                                                 ‫الممـرع رحيـل قامـة فكريـة‪ ،‬يجلـي علامـة سـامقة‪ ،‬وقامـة شـامخة يضـارح‬
                                                                                                           ‫دوحـة عاليـة وخضـرة باسـقة‪ ،‬رحابـة فكـر تـكاد تطـاول مشـمولات‬
                                                                                                           ‫جيـل مـن المنجـزات ‪ ،‬رحيـل يتـأبى بهرجـة الحيـاة ‪ ،‬وعجيـج‬
                                                                                                           ‫التسـابق ولوثـة التسـلق ‪ ،‬ويتنـزه عـن درن التزلـف‪ ،‬رحـل وهـو‬
                                                                                                           ‫يـدرك أن غبـش الفجـر مـاذه وميقاتـه للرحيل‪،‬كـي‬
                                                                                                           ‫يشـرف علـى مرافـئ مـن نـور‪ ،‬بـدل أن يركـن‬
                                                                                                           ‫في غسـق الظـام أويلـز في عتبـة‬
                                                                                                           ‫المسـهو عنـه‪ .‬رحمـك الله في‬
                                                                                                           ‫العالمـنكمـا رزقـك‬

‫‪15‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20