Page 26 - عبرة في قصص رواد الأعمال
P. 26

‫ولكم في قصص رواد الأعمال عبرة‬

                               ‫‪5‬‬

 ‫من يتع َّلم ال َّطيـرا َن ِبصبــ ٍر‪ ..‬يح ِّلق بلا َأخ َطــار‬

                  ‫في قــرية صغيرة تدعى (رغبة) في نجد‪ ،‬ولد عبد الرحمن‪..‬‬
   ‫طفــ ٌل صغيــ ٌر لعائلــ ٍة محاطــ ٍة بــكل مظــــاهر الحيــاة البســيطة‪ ،‬فــي المملكــة‬

                                                        ‫العربيـة السعـــودية‪.‬‬
   ‫ســنة (‪ )1932‬قبــل طفــــرات النفــــط والنهــوض الاقتصــــادي‪ ،‬ولــد ليواجــه‬
   ‫اليُتـ َم‪ ..‬فتكفَّـــل جـده بتربيـــته‪ ،‬ومـن ثـ َّم ع ُّمـه الـذي اعتبـــره بمثابـة أبيـه طـوال‬

                                                                    ‫عمـره‪.‬‬

   ‫عـاش عبـد الرحمـن حيـاة شـديدة البســـاطة‪ ،‬لهـا الطابـع الريفـي المميـــز لتلك‬
   ‫المناطــق‪ ،‬ودرس حتــى الفصــــل الخامــس الابتدائــي فقــط‪ ،‬ثــم توقــف عــن‬
   ‫الدراســة‪ ،‬وانتقــل للعمــل –وهــو فــي الرابعــة عشــر مــن عمــره ‪ -‬كمســاعد‬

               ‫بائـعٍ فـي محــــ ٍّل تعـود ملكيتـــه لتاجـ ٍر معـرو ٍف فـي الريـاض‪.‬‬

   ‫كان العمـل مرهقـاً جـداً على الفتى الصغيـــر‪ ،‬وكان يسـتهلك منـه مجهوداً هائلاً‪،‬‬
         ‫ووقتـه كلـه تقريبـاً‪ ،‬وهو المحتدم بالرغبـة المتواصلة للحريـة والانطلاق‪.‬‬

   ‫إلا أنـه – بمنتهـى الصبـر والـذكاء ‪ -‬اسـتمر فـي العمـل خوفـاً مـن أن يخسـره‬
   ‫ويعــود لنقطــة الصفــــر‪ ،‬واســتجابة لهاجــس داخلــي يدعــوه للصبــر دائمــاً‪،‬‬
   ‫والإصــرار علــى التعلــم واكتســاب الخبــــرات اللازمــة‪ ،‬قبــل أن تأتــي مرحلــة‬

                                                                 ‫الانطــاق‪.‬‬
                                        ‫ولبث في العمل كبــائعٍ ِبضــع سنين‪..‬‬

‫‪25 www.neqdar.com‬‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31