Page 51 - عبرة في قصص رواد الأعمال

‫ولكم في قصص رواد الأعمال عبرة‬

‫وعندمــا قــام الصحفــي برفــع هــذا الفيديــو عبــر اليوتيــوب‪ ،‬تجــــاوز عــدد‬
‫المشـاهدات الــ (‪ )28‬مليـون حـول العالـم فـي فتـرة وجيـزة‪ ،‬ونـال شـهرةً‬
‫واسـعةً الآفـاق فـي الولايـات المتحـدة خـال أيـام‪ ،‬جعلـت الجميـع يطلـق عليـه‬

‫اســم (الصــوت الذهبــي ‪.)Golden Voice‬‬

‫كان هـذا هـو (تيـد ويليـــامز)‪ ،‬أحـد أشهـــر المذيعيـن الأمريكييـن‪ ،‬وأبـــرزهم‬
‫فـي أداء الإعلانـات الصوتيـة لأكبـر المنتجـــات العالميـة‪.‬‬

‫خـدم فـي الجيـش وهـو صغيـــر‪ ،‬وكانـت حياتـه واعـدة‪ ،‬إلـى أن سقـــط فـي‬
‫منتصـف الثمانينيـات وهـو فـي سـن الثلاثينيـات تقريبـاً فـي مسـتنقع الكحـول‬
‫والمخــدرات‪ ،‬واقتحــم عالــم الجريمــة‪ ،‬فتــم اعتقالــه أكثــر مــن (‪ )7‬مــرات‪،‬‬
‫للعديـد مـن التهـم‪ ،‬مـن بينهـا مخـدرات وسـرقة وتعـدي علـى ممتلكـــات‪ ،‬فلبث‬

‫فـي السـجن عاميـــن تقريبـاً‪.‬‬
‫خـرج مـن السجـــن أسـوأ ممـا كان‪ ،‬فاعتقل مرة أخرى في أوائل التسعينـــات متهمــا‬

‫بالسـرقة؛ ثـم تـ َّم اعتقالـه مـرة أخـرى في العـام (‪ )2004‬بتهمـة التزوير والسـرقة!‬

‫ومــن العــام (‪ )2004‬حتــى العــام (‪ ،)2011‬قضــى (تيــد ويليامــز) حياتــه‬
‫متســولاً متســكعاً فــي الطرقــات لاســتعطاف المــارة‪ ،‬بعــد أن دمــرت حياتــه‬
‫تمامـا بالمعنـى الحرفـي‪ ،‬صـار نموذجـاً للفشـل والضيـاع يسـير علـى قدميـن‪.‬‬

‫ولكـن‪ ..‬هنـاك فـي جـزء باهـت كامـن فـي أعمـاق عقلـه‪ ،‬كان يعـرف أن لديـه‬
‫موهبـة‪ ،‬وتنتظـــر اللحظـة المناسـبة للانطلاق‪.‬‬

‫كيـف يطلقهـا وهـو متسـول متسـكع تعيـس؟! حسـناً‪ ..‬طالمـا أنـه فـي جميـع‬
‫الحـالات يتسـول‪ ،‬فليرفـع لافتـة يعـرب فيهـا عـن موهبتـه التـي طالمـا آمـن بهـا‬
‫فـي صوتـه للمـارة‪ ،‬وهـو فـي الحالتيـن حصل علـى المكسـب‪ ،‬حفنة الـدولارات‬

‫‪www.neqdar.com‬‬ ‫‪50‬‬