Page 56 - m
P. 56

‫العـدد ‪57‬‬   ‫‪54‬‬

                                                                            ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

     ‫القصيدة طويلة‪ ،‬وواضح في بنائها على طريقة‬                               ‫والقصيدة تجري على بحر الكامل (متفاعلن متفاعلن‬
 ‫الموشحات‪ ،‬وقد جاء وزنها على الخفيف ومجزوئه‪.‬‬                                                                         ‫متفا)‪.‬‬
‫كذلك لأستاذ الأدب العربي ونقده في مصر الدكتور‬
                                                                               ‫وكذلك وجد ُت قصائد للناقد الكبير مصطفى عبد‬
   ‫بدوي طبانة (‪ )2000 -1914‬قصائد‪ ،‬أقتطف له‬                                   ‫اللطيف السحرتي (‪ .)1983 -1902‬صاحب أشهر‬
                  ‫قصيدة اسمها (غرفة الشاعر)‪:‬‬
                    ‫مهب ُط ال َوح ِي َو َل ْل َو ْح ِي ُش ُجون‬                 ‫كتاب في النقد العربي (الشعر المعاصر على ضوء‬
                    ‫يصطفيها ُم ْل َه ُم ال َو ْح ِي الأمي ْن‬                   ‫النقد الحديث) الصادر سنة ‪ .1948‬لم أعرف أنه‬
                           ‫ُغرف ٌة أجواؤها قيتار ٌة‬                          ‫كان يكتب الشعر‪ ،‬يقول من قصيدة (دنيا الخيال)‪:‬‬
                       ‫ُت ْن ِشد الآما َل للقلب الطعي ْن‬
                       ‫َوأري ُج الشع ِر والحكمة في‬                                              ‫َد ْعني أعيش مع الخيال منع ًما‬
                    ‫ساحها يشدو بأنواع اللحو ْن‬                                                 ‫ذوأكرروى ُاضلحفيكارة َتيهفييُج ُسحلماَو ٍءمنحارم ٍةي‬
                    ‫***‬
                          ‫غرف ُة الشاعر فيها َق ْل ُبه‬                                             ‫في عالم المجهول والأحلا ِم‬
                      ‫تار ًة يبكي‪ ،‬وطو ًرا يستكي ْن‬                                               ‫وأهي ُم كالطير الطليق محل ًقا‬
                       ‫جاشت الأحزا ُن فيها‪ ،‬إنها‬                                                  ‫بين الضياء ورعشة الأنغا ِم‬
                   ‫َم ْن َب ُع الثورات والحرب الزبو ْن‬                                         ‫وأحد ُث الزه َر الجمي َل بفرحتي‬
                     ‫تبع ُث الأنا ِت في ُجن ِح الدجى‬                                          ‫وأ ُعب من وحي الجمال السامي‬
                                                                                               ‫وأشار ُك الأسما َك في سبحاتها‬
              ‫َو ْهي َلو تدري ُسكو ٌن في سكو ْن(‪.)12‬‬
   ‫ومن الأمور التي لفتت انتباهي في هذه المجلة أن‬                                                     ‫وأطال ُب الأفلا َك بالإلها ِم‬
   ‫هناك قصائ َد‪ ،‬أول ما نشرت أو ظهرت كانت على‬                                                  ‫لا أُن َس في دنيا الحقيق ِة ُيج َتنى‬
    ‫هذه المجلة (أبولو) قبل أن يجمعها شعراؤها في‬                                              ‫والأن ُس كل الأن ِس في الأوها ِم(‪.)10‬‬
 ‫دواوينهم الشعرية مثل قصيدة (العودة) لإبراهيم‬                                                 ‫القصيدة تسير على بحر الكامل‪.‬‬
‫ناجي (‪ ،)1953 -1898‬بل أكثر من قصيدة‪ ،‬وكذلك‬                                     ‫كذلك وجدت قصائد لأحد أساتذة الأدب العربي‬
  ‫للشاعر أبي القاسم الشابي مثل قصيدة (صلوات‬                                       ‫ونقده الأستاذ رئيف خوري (‪)1967 -1913‬‬
‫في هيكل الحب) وقصيدة (الأشواق التائهة) وغيرها‬                                      ‫أختر ُت لكم قصيدة بعنوان (نشيد الخيام)‪:‬‬
    ‫الكثير‪ .‬وعودة إلى قصيدة ناجي (العودة) أذكر‬
    ‫‪-‬جي ًدا‪ -‬أنها كانت ضمن مناهج المحفوظات في‬                                                     ‫صوت الدي ُك والهزا ُر تغني‬
   ‫الثانوية العامة سنة ‪ .1978‬وهذه القصيدة كانت‬                                                         ‫فلماذا يعيق َك الإغفا ُء؟‬
    ‫‪-‬في حينها‪ -‬أُعدت ضمن التجديد الشعري عند‬
‫إبراهيم ناجي حيث استقل كل بيتين بقافية موحدة‪،‬‬                                                  ‫وجرى الفجر جدو ًل من ضيا ٍء‬
‫والتزم البحر الواحد‪ ،‬حيث جاءت القصيدة على بحر‬                                                         ‫فإذا الأر ُض كلها لألا ُء‬

                                       ‫(الرمل)‪:‬‬                                                  ‫قم نبادر هذا الصفاء َو َن ْغ َن ْمه‬
                          ‫هذه الكعب ُة ُكنا طائفيها‬                                                  ‫فقد لا يعود هذا الصفا ُء‬
                        ‫والمصلين صبا ًحا ومسا َء‬
                       ‫كم سجدنا وعبدنا الحس َن‬                                                  ‫َف ْر ُشنا معط ُف الربيع الموشى‬
                     ‫فيها كيف بالله رجعنا غربا َء‬                                                    ‫والندي ُم الوردية الحمرا ُء‬
                      ‫فداي ُر أجمحولاٍدمميثلوماحتبلقيىَل ِقا ْتل َناجدي ْد‬
                      ‫أ ْنكرتنا وهي كانت إن رأتنا‬                                           ‫الليالي خواد ٌع لم تصن قط موعدا‬
                                                                                                ‫أي عي ٍش منع ٌم لم تذره منكدا‬

                                                                                             ‫لا َت ِكلني إلى غ ٍد أنت لاتملك الغدا‬
                                                                                           ‫ربما نابك الأسى ربما غالك الردى‬

                                                                                                    ‫ق ْم ولا تحتفل بوعظ ُمرا ٍء‬
                                                                                                    ‫زخر ٌف كل وعظه وطلا ُء‬
                                                                                                     ‫يكدح اللي َل والنها َر فهلا‬
                                                                                              ‫في سبيل الإحسان هذا العنا ُء(‪)11‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61