Page 243 - m
P. 243
الملف الثقـافي 2 4 1
خليان ريبيرا بلال أشمل أنخل بالنثيا وعليه فإن نحت المفهوم
وبناءه يكون نتاج عملية
تقتضي المحبة المشتركة على وشرح ،فمن ينحت المفهوم نفسية واجتماعية يقوم
قاعدة الاشتراك في مجموعة يعمل على بنائه وصياغته بها الوعي ،فتجربة الفرد
من الثوابت ،وحدة الأصل، وف ًقا لرؤيته ،ومشروعه الإدراكية القائمة على حصيلة
الحضاري الذي يروم تنشئته الثقافية ،أو تنشئته
والغاية ،فالبشر أبناء أب تحقيقه. الثقافية بسياقها الدلالي
واحد ،ورب واحد ،ولو تطرح السمة الديناميكية العربي تحكم عملية بناء
كان الأصل متعد ًدا للوحظ المفهوم ،فأنطولوجيا المفهوم
ذلك في اختلاف ال ِخلقة للمفاهيم إشكالات نظرية على التي يستقل بها لا تكون
البشرية ،فالإنسانية معلم مستوى استيعاب الدلالة، حاضرة في الوعي كما يقول
وقاسم مشترك للتوحيد، فالفهم المتباين للدلالة عند مالك بن نبي« :إلا عندما
أما الاجتماعية فهي خاصية المتلقى للمصطلح يفسح يلد فكرة تصبح برها ًنا على
طبيعية ومدنية ،تؤسس المجال أمام الاختلاف وجوده في عقلنا ،فكل ما
لاختلاف وتفرد شخصي بين بني البشر ثم يصل ينضوي داخليًّا أو خارجيًّا
وجماعي في نفس اللحظة. في منطقة الضوء التي تحوط
الاختلاف الذي يتأسس الاختلاف إلى درجة التصادم جزيرتنا يصبح فكرة تدخل
في البعد الاجتماعي راجع وعلى مستوى الفعل كلازم إلى مجال معرفتنا ،أي إلى
للتراكمات المتعددة للعادات منطقي ،وما أود الإشارة شعورنا ،ولكنه عندما يتم
والتقاليد والأعراف عبر دخوله في هذه المنطقة من
الزمن ،فالمجتمع قبل أن إليه هو الدلالات التي تحملها الضوء يصبح حضوره
يكون مجموعة من الأفراد كلمة إنسانية واجتماعية، وجو ًدا حقيقيًّا ،وحينئذ
هو بالأصل مجموعة من فالبعد الجلالي للكلمتين تنكشف شخصيته ويوضع
أقوى من بعدهما الجمالي، بالتالي اسم يطلق عليه»(.)1
فقواعد البعد الإنساني المفهوم إذن يتفرد بشخصية
ذاتية تتحدد من خلال
الروابط المنطقية التي تحكم
التصورات الأولية المكونة
للتصديقات الناتجة عند
استقبال الحد أو اللفظ،
والتي ترتبط بالجوانب
النفسية –الفكر -أما المحددات
الموضوعية فتكون من
خلال التوجه الإيديولوجي
والانتماء الثقافي الذي يعتمد
في الوعي الباطن لكل مفكر
كقاعدة مرجعية ،فارتباط
المفهوم بالتجربة الاجتماعية
مسألة لا تحتاج إلى تفسير