Page 148 - m
P. 148
العـدد 57 146
سبتمبر ٢٠٢3
د.خالد عبد القادر رطيل
تداعيات العقل عند
السلفية الجديدة..
قراءة في
«نقد الفكر السلفي»
الناس عن البحث والاستنباط، آخر ،ولم يكن ذلك الصدام في إن الكلام عن الفكر السلفي
لأنهم يجردون الفقه من الآراء البداية قو ًّيا حتى استمد أنصار
عدا آراء ابن تيمية ومحمد بن التيار السلفي قوة أكبر وأخطر يتشعب كثي ًرا ،حيث إن مفهوم
عبدالوهاب ،وإذا تعارضا في القول هذه الكلمة له مدلولات كثيرة،
عن طريق الدعم المادي الكبير وإطلاقات متعددة عبر التاريخ
قدموا ابن عبد الوهاب. الذي وفره لهم تفجر البترول في الإسلامي ،فقد ظهر هذا المفهوم
ومحمد بن عبد الوهاب هذا لم أرض الحجاز ،ومن ثم استطاعوا على يد الإمام ابن تيمية ،وظهر
تكن له ميزة علمية ،ولا موهبة
زائدة عن الآخرين غير أن اتفاقهم أن يصنعوا منابر إعلامية، مقصو ًدا به مواجهة الفكر
مع آل سعود بأن يكون السلطان وتدشين المطابع الخاصة لترويج الاعتزالي الذي كان يسود أرجاء
لهم وللوهابيين الفتوى ،على ألا الدولة الإسلامية ،وكانوا يعنون
يتدخل أهل الفتوى فيما للسلطان؛ مذهبهم ،وجذب الشباب ال ُغفل
بل يظلون داعمين له ،خاضعين الذين لم ينالوا ح ًّظا من العلوم به العودة إلى المنابع الأولى
الإسلامية ،وكيفية الجدال والبحث للأدلة الشرعية ،ثم تطور هذا
لهواه. المفهوم أكثر ليصبح ذا دلالة
وبهذه الطريقة ظهر مفهوم والتحقيق. مكانية وزمانية بعد الصدام بين
السلفية الجديد بداية من ابن هذا ما أعطى السلفية قوة فوق الأشاعرة والصوفية من جانب،
العادة ،ولم تكن هذه القوة عن وبين أنصار ابن تيمية من جانب
تفوق علمي وبحثي ،فهم أبعد