Page 371 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 371

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫كوسـيلة عاجلـة لحمايـة الحقـوق مـن‬          ‫وهيئـة الرقابـة التجاريـة‪ ،‬فضـ ًا عـن‬
                    ‫الأخطـار المباشـرة‪.‬‬          ‫المرجعيـة الدوليـة‪ ،‬القائمـة علـى‬
                                                 ‫الاتفاقيـات الدوليـة متعـددة الأطـ ارف‪،‬‬
     ‫وفي الفصل الأول من الباب الثاني‪،‬‬            ‫مثـل‪ :‬اتفاقيتـي‪« ،‬بـرن» وتريبـس»‪،‬‬
     ‫المعنـون «الأسـس العامـة‪ ،‬والإطـار‬
     ‫القضائـي للأوامـر الوقتيـة»‪ ،‬فيتبيـن أن‬        ‫والت ازمـات مصـر الناشـئة عنهـا‪.‬‬
     ‫الأوامـر الوقتيـة والتحفظيـة‪ ،‬تُعـّد مـن‬
     ‫أبـرز الآليـات التـي أتاحهـا القانـون‪،‬‬      ‫وقـد أوضـح هـذا الفصـل‪ ،‬أن النجـاح‬
     ‫لحمايـة حقـوق الملكيـة الفكريـة مـن‬         ‫فـي توفيـر حمايـة ف ّعالـة للحقـوق‬
     ‫الأخطـار العاجلـة‪ ،‬التـي قـد تُهـدد هـذه‬    ‫الفكريـة‪ ،‬لا يتوقـف فقـط علـى جـودة‬
     ‫الحقـوق‪ ،‬قبـل حسـم النـ ازع فـي جوهـره‪،‬‬     ‫التشـريعات‪ ،‬بـل يرتبـط بدرجـة كبيـرة‬
     ‫وقـد كشـف التحليـل‪ ،‬عـن طبيعـة هـذه‬         ‫بفعاليـة المؤسسـات‪ ،‬وتكاملهـا‪،‬‬
     ‫الأوامـر‪ ،‬باعتبارهـا أدوات اسـتثنائية‪،‬‬      ‫واسـتجابتها للمتغيـ ارت التقنيـة‪ .‬كمـا‬
     ‫تقـوم علـى مبـدأ التدخـل القضائـي‬           ‫أن الشـ اركة بيـن الدولـة والمنظمـات‬
     ‫السـريع‪ ،‬دون المسـاس بأصـل الحـق‪،‬‬           ‫الدوليـة‪ ،‬تُعـد عامـ ًا حاسـ ًما فـي‬
     ‫وتُمـاَرس ضمـن ضوابـط دقيقـة‪ ،‬ترتبـط‬        ‫تطويـر قـد ارت إنفـاذ القانـون‪ ،‬وتدريـب‬
     ‫بالجديـة‪ ،‬والاسـتعجال‪ ،‬والتناسـب‪ ،‬مـع‬       ‫العامليـن‪ ،‬وتعزيـز قـد ارت التحقـق‬
     ‫صلاحيـة القاضـي التقديريـة الواسـعة‬         ‫السـريع‪ ،‬والتدابيـر الوقائيـة‪ .‬كذلـك نجـد‬
                                                 ‫أن المرجعيـات الدوليـة‪ ،‬قـد أسـهمت‬
              ‫فـي إصدارهـا‪ ،‬أو رفضهـا‪.‬‬           ‫فـي ترسـيخ المعاييـر الدوليـة الدنيـا‬
                                                 ‫للحماية‪ ،‬لكنها في الوقت ذاته‪ ،‬كشفت‬
     ‫كمـا تبّيـن‪ ،‬أن الخصوصيـة القانونيـة‬        ‫عـن فجـوة فـي التطبيـق المحلـي‪ ،‬سـواء‬
     ‫للأوامـر الوقائيـة فـي مجـال الملكيـة‬       ‫مـن حيـث الإجـ ارءات‪ ،‬أو التفسـير‬
     ‫الفكريـة‪ ،‬تنبـع مـن طبيعـة هـذه الحقـوق‪،‬‬    ‫القضائـي‪ ،‬أو البنـاء المؤسسـي‪ .‬وهـو‬
     ‫التـي تتميـز بالدقـة‪ ،‬والتقنيـة‪ ،‬وسـرعة‬     ‫مـا ُيبـِرز الحاجـة إلـى إعـادة تقييـم‬
     ‫التعـدي‪ ،‬ممـا يسـتدعي نظا ًمـا إج ارئًّيـا‬  ‫الآليـات الوطنيـة‪ ،‬خصو ًصـا‪ ،‬فيمـا‬
     ‫مرًنـا‪ ،‬وفعـاًل فـي آ ٍن واحـد‪ .‬وقـد‬        ‫يتصـل بالتدابيـر التحفظيـة‪ ،‬والوقتيـة‪،‬‬
     ‫تنـاول الفصـل‪ ،‬الجوانـب المفاهيميـة‪،‬‬

‫‪371‬‬
   366   367   368   369   370   371   372   373   374   375   376