Page 377 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 377

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫لحـق التتبـع وأي ًضـا دور الهيئـة فـي ولقـد انصبـت قواعـد قانـون المنافسـة‬
     ‫التقاضـي نيابـة عـن أصحـاب الحقـوق علـى كل المجـالات التجاريـة والتـي‬

     ‫فـي حالـة الاعتـداء علـى المصنفـات تتسـم بالطابـع الاقتصـادي عامـة‬

     ‫التـي تقـوم بإدارتهـا‪ ،‬أو فـي حـالات ولكـن بالنظـر لحقـوق الملكيـة الفكريـة‬

     ‫الخـروج عـن بنـود الترخيـص الممنوحة‪ .‬عامـة وحقـوق المؤلـف خاصـة كان‬

     ‫الأمـر شـائ ًكا إلـى حـد مـا‪ ،‬إلا أن‬     ‫ولهيئـات الإدارة الجماعيـة دوًار‬
     ‫منظمـة التجـارة العالميـة حرصـت علـى‬     ‫ها ًمـا أيضـا لحسـاب النسـخة الخاصـة‪،‬‬
     ‫توفيـر أعلـى معـدلات الحمايـة لحقـوق‬     ‫حيـث تقـوم هيئـات الإدارة الجماعيـة‬
     ‫الملكيـة الفكريـة‪ ،‬وأكـدت علـى الطابـع‬   ‫بتحصيـل المبالـغ الماليـة الناتجـة عـن‬
     ‫الاقتصـادي الـذي يميـز حـق المؤلـف‪،‬‬      ‫اسـتغلال النسـخة الخاصـة للمصنفـات‪،‬‬
     ‫ونجـد ذلـك فـي الملحـق الخـاص‬            ‫وكذلـك توزيـع صافـي مـا يتـم تحصيلـه‬
     ‫بالاتفاقيـة فـي الجـزء الخـاص بحمايـة‬    ‫مـن مبالـغ علـى الأعضـاء بنسـبة‬
     ‫الملكيـة الفكريـة والـذي أضيـف إليهـا‬
                                                                     ‫مس ـتحقا تهم ‪.‬‬
            ‫فـي دورة ارجـواي (‪.)1994‬‬

     ‫اتجهـت أغلـب التشـريعات المختلفـة‬        ‫ونظـًار لمـا شـهده العالـم فـي الآونـة‬
     ‫لتأييـد فكـرة حمايـة حـق المؤلـف مـع‬     ‫الأخيـرة مـن تطـو ارت تقنيـة وتكنولوجيـة‬
     ‫عـدم الإضـ ارر بالمنافسـة‪ ،‬مثـال ذلـك‬    ‫كبيـرة وت ازيـد عـدد هيئـات الإدارة‬
     ‫أنـه فـي حالـة إدارة المؤلـف لحقوقـه‬     ‫الجماعيـة‪ ،‬لـذا كان لابـد مـن تدخـل‬
     ‫إدارة فرديـة ورفـض السـماح أو‬            ‫قواعد لحماية حرية المنافسة في السوق‬
     ‫الترخيـص باسـتغلال مصنفـه‪ ،‬يعـد هـذا‬     ‫وخلـق التـوازن القانونـي والاقتصـادي؛‬
     ‫تعسـًفا فـي اسـتخدام الحـق‪ ،‬أمـا الوضـع‬  ‫بـل والأخلاقـي أي ًضـا‪ ،‬بيـن مختلـف‬
     ‫بالنسـبة لهيئـات الإدارة الجماعيـة‬       ‫المسـتخدمين الاقتصادييـن والمبدعيـن؛‬
     ‫ففـي حالـة رفـض الترخيـص ‪-‬علـى‬           ‫فكانـت قواعـد وآليـات قانـون المنافسـة‬
     ‫سـبيل المثـال‪ -‬أو أن الهيئـة لـم تلتـزم‬  ‫هـي الأنسـب وذلـك للحـد مـن الأعمـال‬
     ‫بنفـس القواعـد تجـاه المسـتخدمين فـإن‬    ‫المنافسة أو المقيدة للمنافسة من خلال‬

                                                 ‫اسـتغلال حقـوق الملكيـة الفكريـة‪.‬‬

‫‪377‬‬
   372   373   374   375   376   377   378   379   380   381   382