Page 53 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

‫سـاوى المشـرع الفلسـطيني بيـن الشـروع‬ ‫وللنتيجـة الإج ارميـة فـي التـ ارث غيـر‬
‫والجريمـة التامـة‪.60‬‬ ‫مـادي (المعـارف التقليديـة) العديـد مـن‬
‫الصـور والأشـكال أهمهـا الانتقـاص‬
‫ثانيـا‪ :‬الركـن المعنـوي‪ :‬تتعـدد‬ ‫المـادي مـن التـ ارث الوطنـي ومورثـه‬
‫الج ارئـم الواقعـة علـى التـ ارث غيـر‬ ‫الحضـاري‪ .‬وكذلـك الانتقـاص المعنـوي‬
‫مـادي (المنقـول) ونجدهـا مـن قبيـل‬ ‫فـي هـذا المـوروث أيضـاً‪ .58‬والنتيجـة‬
‫الج ارئـم القصديـة ودليـل ذلـك علـى‬ ‫الجرميـة فـي ج ارئـم الإفسـاد تبـرز فـي‬
‫سـبيل المثـال مـا تنـص عليـه المـادة‬ ‫تشـويه التـ ارث‪ ،‬وفـي إخفـاء آثـاره‪ ،‬وفـي‬
‫(‪ )60‬مـن القـ ارر بقانـون المذكـور علـى‬ ‫تشـويهه‪ ،‬فمفهـوم التـ ارث غيـر مـادي‬
‫أنـه «يعاقـب ‪ ...‬كل مـن قـام بتشـويه‬ ‫أوسـع نطاقـاً بالمقارنـة مـع مفهـوم‬
‫الحقائـق التاريخيـة المرتبطـة بالتـ ارث‬ ‫الآثـار‪ ،‬ومفهـوم الممتلـكات الثقافيـة‪،‬‬
‫أو أصبـغ عليهـا الصفـة الت ارثيـة دون‬ ‫لأنـه يشـمل مـن حيـث المبـدأ‪ ،‬العناصـر‬
‫أدلـة تاريخيـة صحيحـة»‪ .‬كمـا تنـص‬ ‫الثقافيـة والطبيعيـة‪ ،‬فضـا عـن‬
‫المـادة (‪ )61‬مـن القـ ارر بقانـون علـى‬ ‫العناصر الملموسـة وغير الملموسـة(‪)59‬‬
‫«يعاقـب‪ ...‬كل مـن قـام دون ترخيـص‬
‫مـن الـو ازرة بـأي مـن الأعمـال المتعلقـة‬ ‫ولكـون التـ ارث المنقـول هـو منقـول‬
‫بالتـ ارث والمحـددة بموجـب أحـكام هـذا‬ ‫بطبيعتـه أي يمكـن نقلـه‪ ،‬فـإن النتيجـة‬
‫القـ ارر بقانـون»‪ .‬وعلـى ذلـك يلـزم توفـر‬ ‫الجرميـة المتمثلـة فـي الحيـازة غيـر‬
‫القصـد الجنائـي العـام مـن العلـم والإ اردة‬ ‫الشـرعية‪ ،‬أو محاولـة إخ ارجـه بتهريبـه‬
‫مـن موطنـه‪ ،‬أو النسـخ‪ ،‬أو التقليـد‪،‬‬
‫لقيـام تلـك الج ارئـم‪.‬‬ ‫أو اقتنـاء مجموعـات منـه‪ ،‬ويعتبـر‬
‫الركـن المـادي متحققـاً بتحقـق النتيجـة‬
‫‪60‬علـي حمـزة عسـل الخفاجـي‪ :‬الحمايـة الجنائيـة‬ ‫بمجـرد البـدء بالنشـاط الإج ارمـي حيـث‬

‫للآثـار والتـ ارث‪ ،‬د ارسـة فـي ضـوء أحـكام قانـون‬ ‫‪ 58‬محمـود عـ ازم لهوانـي‪ ،‬المرجـع السـابق‪،‬‬
‫الآثـار والتـ ارث الع ارقـي رقـم ‪ 55‬لسـنة ‪،2002‬‬
‫مجلـة المحقـق الحلـي للعلـوم القانونيـة والسياسـية ‪،‬‬ ‫ص ‪.2 9‬‬
‫جامعـة بابـل ‪ -‬كليـة القانـون‪ ،‬مـج‪ ,6‬ع‪ ،2‬العـ ارق‬
‫‪ 59‬د‪ .‬حسـام عبـد الأميـر خلـف‪ ،‬نحـو قانـون‬
‫‪ 2014‬ص ‪.28 -27‬‬
‫دولـي للتـ ارث‪ ،‬مكتـب الهاشـمي للكتـاب الجامعـي‪،‬‬
‫بغـداد‪ ،2013،‬ص‪.25‬‬

‫‪53‬‬