Page 137 - DILMUN NO 20
P. 137

‫ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ‪ 2‬ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻟﻮﻧﻴﺔ‬

‫ﻕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺇﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﺻﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺍﻗﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺄﺎﻬﻧ ﺿﺎﺭﺑﺔ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻣﻨﺬ‬
‫ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ‪ 2‬ﻗﺮﻯ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ‪ ،‬ﻭﺍﻲﺘﻟ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻍ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺎﻤﺘﻋﺩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻳﻜﺎﺩ ﻮﻜﻳﻥ ﻴﻠﻛًﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺖﻗ ﻗﺮﻳﺐ ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻌﺶ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﺳﻢ ﺍﻟﻜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻓﺔ ﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻴﻤﺴﺗﺔ ﺃﺮﺧﻯ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﻥ ﻭﻫﻲ (ﺍﻟﺪﻭﻏﺔ) ﺃﻭ‬
‫(ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ)ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺳﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ‪ 2‬ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻓﺮﺍﻥﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕﺍﻵﻥ‬
‫ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺘﻮﺍﺭﺛﺔ ﻑ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻍ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮ ًﺍ ﻑ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺑﻌﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻍ ﺍﻟﻔﺮﻥ‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﻭﺑﻜﻤﻴﺔ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﺮﻭﻗﺎﺕ ‪ 2‬ﺍﻟﻠﻮﻥ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﻀﻴﻔﻮﻥ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻹﻛﺴﺎﺑﻪ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻤﺎﺗﺎﻳﺖ‬
‫‪ Hematite‬ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﺎﻡ ‪ ،‬ﺗﻄﻠﻲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻻﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻀﻴﺞ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ‪ ،‬ﻭﻳﻔﻀﻞ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻑ ﺃﻓﺮﺍﻥ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ‪ ١٠:٠‬ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔﻷﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻻﺀ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻌﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺪ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﺃﻭ ﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ‬
‫ﻭﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺳﻴﺪ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲﻭﺍﻷﺻﻔﺮﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺑﻌﺾ‬

                                                 ‫ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺗﻀﺎﻑ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺨﺮﻭﺍﻵﺧﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻕ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﺪﻧﺎ ﻍ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142