Page 86 - DILMUN 24

‫ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺛﻘﺎﻓﻴ ًﺎ ﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺩﻟﻤﻮﻥ‪ 2‬ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﻴﻠﻜﺎ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ‪ ،‬ﺃﻥ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺧﻻﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ‬
‫ﺷﻤﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺷﻤﺎﻻً ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻠﻄﻨﺔ‬

‫ﻋﻤﺎﻥ ﺟﻨﻮﺑﺎً‪ ،‬ﺑﻤﺎﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ‪.‬‬

‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻻﻣﺔ ﻫﻨﺮﻱ ﺭ)ﻭﻟﻨﺴﻮﻥ‪ H. ROLINS(ON‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ‪ 2‬ﻓﻚ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺨﻂ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻱ‪ ،‬ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﺎﺭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺟﺰﺭ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ »ﺩﻮﻤﻟﻥ« ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ‪2‬‬
‫ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻨﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻰ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ‬
‫ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺯﻟﺖ ﺍﻷﺳﻮﺩ‪،‬ﻳﻮﻋﺭﺜﺍﻧﺮﺪﻋﻠﻴﻪ(ﺍﻟﻜﺎﺑﺘﻦ‪ . )DNURUD‬ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ‪ 2‬ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻨﺺ ﺍﺳﻢ ﺍﻹﻟﻪ ﺇﻧﺰﺍﻙ ﺇﻟﻪ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎً ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭ ﺔﻠﻴﺒﻗ(ﺃﺎﺟﺭﻭﻡ‪ .‬ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ﻗﺼﺮ‬ ‫‪E - GAL‬‬
‫ﺭﻳﻤﻮﻡ‬ ‫‪IR MU UM‬‬
‫ﺧﺎﺩﻡ ﺇﻧﺰﺍﻙ‬ ‫‪INLA AKIR‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﺟﺎﺭﻭﻡ‬ ‫‪SHA -A- GA RU‬‬

‫ﻭﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﺺﻨﻟ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪( :‬ﺮﺼﻗ ﺭﻳﻤﻮﻡ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻹﻟﻪ ﺇﻧﺰﺍﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﺟﺎﺭﻭﻡ) ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺭﻭﻟﻨﺴﻮﻥ ﻍ‬
‫ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺇﻧﺰﺍﻙ ﻣﻦﺧﻻﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﺃﺧﺮ ﻫﻮﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲﻟﻹﻟﻪ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ‬
‫ﻧ(ﺎﺑﻮ ‪ )UANB‬ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﻧﻘﻮﺵ ﻣﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺪﺒﻌﻳ‪ 2‬ﺩﻟﻤﻮﻥ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺟﺰﺭﻜﻠﻤﻣﺔ‬

‫ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﺑﺪﻟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻑ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺮﻃﻖﻳ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ & ﻭﺍﺩﻳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻨﺪ ﺩﻭﺭﺃﻑ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ‪ 2‬ﺍﻟﻤﻨﺎﻖﻃ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎأﻃ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻛﺒﺮﻯ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ‬
‫ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻟﻤﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺴﻨﺪ(ﻮﻠﻣﺎﺧ) ﻭﻣﻦ ﻋﻤﺎﻥ(ﺎﺠﻣﻥ)‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺎﺩ ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻻﺩ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﻓﺄً ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺭ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ أﻃﻝ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ؟ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ‬
‫ﻟﺪﻟﻤﻮﻥ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ﻣﺠﺰﻳﺔ‪ ،‬ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮﺃً ﻍ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺷﻬﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴ ًﺎ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺷﻮﺍأﻬأﻃ ﺍﻟﻀﺤﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻓﺮ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ‬
‫ﻑ ﻗﺎﻉ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻷﺻﺪﺍﻑ ﺍﻟﺤﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺆﻟﺆ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ‬
‫ﻭﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ‪ -‬ﻳﻤﺘﻬﻨﻮﻥ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻟﺼﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﻓﺤﻘﻘﻮﺍ‬

‫ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ‪ .‬ﻭﺗﻌﺘﺒﺮﻷﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻷﻟﻰ‪ 2‬ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‪.‬‬