Page 53 - كتاب شرح جزء عم
P. 53
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻘﻮل ا أﻳﺔ
ﺗﻌﺎﻟﻰ "إن رﺑﻚ ﻟﺒﺎﻟﻤﺮﺻﺎد"؟
ﻋﺮض ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﻈﻤﺔ 13
واﻟﻘﺪرة ا ﻟﻬﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ،وأﺣﻮال ا ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﺮﺻﺪ ﻋﻤﻞ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ،وﻳﺤﺼﻴﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ،وﻳﺠﺎزﻳﻪ ﺑﻪ ،دون أن ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ا ﻧﺴﺎن ،وﺑﻴﺎن ﻋﺎﻗﺒﺔ
اﻟﻤﻐﺘ ّﺮﻳﻦ . ﺷﻲء ﻓﻲ ا رض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وﻫﺬا ﻳﺜﺒﺖ
ﻋﺪل ا ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻟﻠﻜﻔﺎر ﻓﻬﻢ
أﻗﺴﻢ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻠﻴﺎل أﻳﺔ اﺳﺘﺤﻘﻮا اﻟﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﻌﺬاب ﻓﻲ ا ﺧﺮة
ﻋﺸﺮ ،ﻓﻤﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻬﺎ؟
2-1 ﺟﺰا ًء ﻟﻄﻐﻴﺎﻧﻬﻢ.
أﻗﺴﻢ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺑﺘﺪا ًء ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ ،ﻟﻤﺎ ﻓﻲ إدﺑﺎر
اﻟﻠﻴﻞ وإﻗﺒﺎل اﻟﻨﻬﺎر ﻣﻦ ا ﻳﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﻨﺤﺬر ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ ﻗﺪ ﻧﻈﻠﻢ ﺑﻪ
أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ ا ﻋﺰ وﺟﻞ ،أو ﻧﻈﻠﻢ ﺑﻪ
ﻛﻤﺎل ﻗﺪرة ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وأﻗﺴﻢ ﺑﻠﻴﺎل ﻋﺸﺮ،
واﻟﻤﺮاد ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮ ا واﺋﻞ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ، ﻏﻴﺮﻧﺎ.
ﻟﻌﻈﻢ ﺷﺄﻧﻬﺎ وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻫﻞ ﺳﻌﺔ اﻟﺮزق أو ﺿﻴﻘﻪ أﻳﺔ
ﻛﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ أو ﺳﺨﻂ
ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺎل" :ﻣﺎ ﻣﻦ أﻳﺎم اﻟﻌﻤﻞ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ 16-15
اﻟﺼﺎﻟﺢ أﺣﺐ إﻟﻰ ا ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه ا ﻳﺎم اﻻﺑﺘﻼء ﻫﻮ اﻻﺧﺘﺒﺎر ،وﻳﻜﻮن ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ وﺑﺎﻟﺸﺮ،
ﻗﺎﻟﻮا :وﻻ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ا ؟ ﻗﺎل" :وﻻ ن ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺛﺒﺎت اﻟﻌﺒﺪ ،وﺳﻌﺔ
اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ا ،إﻻ رﺟﻼ ﺧﺮج ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻟﺮزق ﻟﻴﺴﺖ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ ا ﻋﺰ وﺟﻞ ﻟﻤﺎ
وﻣﺎﻟﻪ ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺸﻲء".رواه ﻧﺮى ﻣﻦ ﻏﻨﻰ اﻟﻜﻔﺎر ،وﻛﺬﻟﻚ ﺿﻴﻖ اﻟﺮزق
ﻟﻴﺲ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺳﺨﻄﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎ رأﻳﻨﺎ
اﻟﺒﺨﺎري.
ﻣﻦ ﻓﻘﺮ ﺑﻌﺾ ا ﻧﺒﻴﺎء.
ﻓﺈذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ا ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻛﺮﻣﻨﺎ ﺑﻬﺬه
اﻟﻤﻮاﺳﻢ ﻟﻼﺳﺘﺰادة ﻣﻦ ا ﺟﺮ واﻟﺜﻮاب، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ إن ُرزق ﺑﻨﻌﻤﺔ أن ﻳﺸﻜﺮ
ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻ ﻧﻔﺮط ﻓﻴﻬﺎ أو ﻧﻀﻴﻊ أوﻗﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ا ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وإن أﺻﻴﺐ ﺑﻤﺼﻴﺒﺔ أن ﻳﺼﺒﺮ،
ﻏﻴﺮ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ!! ﻓﻴﻜﻮن ﻛﻼ اﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺧﻴﺮا ﻟﻪ.
٢اﻟﻠﻴﺎل اﻟﻌﺸﺮ :اﻟﻌﺸﺮ ا وﻟﻰ ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ
٣اﻟﺸﻔﻊ واﻟﻮﺗﺮ :اﻟﺰوج واﻟﻔﺮد ﻣﻦ ا ﺷﻴﺎء
52 ٤ﻳﺴﺮ :ﺟﺎء وأﻗﺒﻞ
٥ذي ﺣﺠﺮ :ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻘﻞ