Page 185 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 185

‫‪183‬‬        ‫الملف الثقـافي‬

‫علي مشرفة‬  ‫شاكر عبد الحميد‬   ‫بول ديراك‬                         ‫لا يأتيهم الحدس أب ًدا ‪-‬في‬
                                                             ‫حدود ما يعرفون‪ -‬أو أنه لا‬
‫الاستقلال المنطقي للمفهوم‬      ‫الدرجات الثلاث للمعرفة‪.‬‬      ‫تأتيهم حدوس ذات قيمة على‬
   ‫عن خبرات العقل‪ ،‬حيث‬       ‫ح ًّقا إنه لم يدخل معم ًل قط‪،‬‬   ‫أية حال‪ ،‬فهم لا يدركون ما‬
   ‫إن استخدام التجريد أو‬      ‫رغم أنه استفاد بالطبع من‬       ‫هو الحدس‪ ،‬ويعتقدون أنهم‬
  ‫الحس ربما تجعلها تبدو‬                                      ‫لا يستمدون إفكارهم إلا من‬
   ‫كما لو أن هناك اعتما ًدا‬    ‫ملاحظات سابقة كتجربة‬
             ‫منطقيًا»(‪.)22‬‬       ‫«ميكلسون ومورلی»‪،‬‬             ‫التفكير الواعي‪ ،‬وقد تكون‬
                                                             ‫بعض آرائهم هذه مبنية على‬
‫في مدخل استانفورد حول‬           ‫وتحقيق «هرتز» لمجالات‬       ‫اختبار غير كا ٍف لطريقة عمل‬
  ‫موسوعة الفلسفة‪ ،‬حول‬                     ‫«ماكسويل»‪.‬‬
     ‫«الحدس» فإن باست‬                                                       ‫أذهانهم(‪.)20‬‬
   ‫يلاحظ أن علماء النفس‬       ‫ربما يتمنى الفرد أن يكون‬            ‫لقد اعتمد الحدس لدى‬
    ‫والفلاسفة ذوي الميول‬           ‫أينشتين قد استخدم‬           ‫أينشتين على سعي خاص‬
 ‫الطبيعية كانوا يميلون إلى‬                                        ‫لديه من أجل الوصول‬
    ‫عزو أو نسبة مسببات‬         ‫فكرة أكثر ثبا ًتا من فكرة‬       ‫إلى تعميمات معينة‪ ،‬تعتمد‬
    ‫مرضية خاصة‪ -‬كانوا‬         ‫الحدس المحفوفة بالمخاطر‪.‬‬            ‫بدورها على قدرته على‬
       ‫يميلون إلى الأحكام‬     ‫لكنه لم ير أي طريق آخر‪.‬‬        ‫الإحساس والحدس‪ ،‬وكذلك‬
     ‫البديهية‪ :‬الحدس هي‬                                         ‫على متى يطرح فر ًضا أو‬
                               ‫لقد رفض استخدام كلمة‬              ‫مسلمة‪ ،‬وفي عام ‪1895‬‬
‫اعتقاد لا يتم استنتاجه من‬          ‫التجريد کی يشخص‬
 ‫بعض الاعتقادات الأخرى‬                                              ‫استطاع توسيع مبدأ‬
                             ‫الانتقال من ملاحظة الطيور‬         ‫النسبية لدى نيوتن‪ ،‬وقام‬
           ‫بشكل وا ٍع(‪.)23‬‬    ‫السوداء المفردة إلى مفهوم‬
 ‫من المفيد أن نلم ونعرض‬                                          ‫بتجارب ذهنية استخدم‬
                                   ‫«المادي»‪ ،‬أو الارتباط‬    ‫فيها الحدس‪ ،‬وكذلك اعتقاده‬
     ‫بالطريقة المنظمة التي‬     ‫لأي خبرة عقلية بالمفهوم‬
                               ‫المتماثل‪ .‬لقد رفضها بدقة‬       ‫في أهمية التفكير البصري‪،‬‬
                                                             ‫وفي فكرة كانط حول النسق‬
                                 ‫وذلك لأنه كما قال‪« :‬لا‬       ‫والتنظيم بوصفهما وسائل‬
                               ‫أعتبرها مبررة أن أحجب‬          ‫للوصول إلى الاستبصارات‬

                                                               ‫الخاصة به‪ ،‬التي قام بعد‬
                                                             ‫ذلك بالتحقق منها والتحقيق‬

                                                                ‫لها بأن انتقل من التفكير‬
                                                                 ‫الاجتراري أو التهويمي‬
                                                                ‫(‪ Autistic (A‬إلى التفكير‬
                                                                 ‫الواقعی (‪R). hinking‬‬
                                                            ‫‪ )(Realistic‬كما يشير بعض‬
                                                            ‫العلماء أمثال بيتر ماكيلر(‪.)21‬‬
                                                                ‫لم يكن اكتشاف أينشتين‬
                                                             ‫للنسبية سوى قفزة حدسية‬

                                                                   ‫مباشرة‪ ،‬يسبقها بعث‬
                                                               ‫حسی‪ ،‬ويتبعها استدلال‬

                                                                 ‫عقلی‪ ،‬مما يؤكد أهمية‬
   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190