Page 53 - merit 38 feb 2022
P. 53
51 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
تدخل في المجالات الثقافية والمعرفية كلها ولم ت ُعد ص 233إلى ص.262
تعني النص فقط ..هي ثقافة عامة وشاملة وإن العقل بعد تلك الجولة الممتعة التي اصطحبنا فيها الباحث
والمؤرخ أحمد الناجي عبر فصوله السبعة الماضية
البشري الآن يوظفها وسيستمر بفعل ذلك مبد ًعا ليصل بنا إلى عتبة الفصل الأخير (الاشتغال الفكري)
ومطو ًرا لها»( .ص)268 -267 فيشير إلى «أن المعموري عميق الفهم ،غزير الانتاج،
مثابر على متابعة كل ما يتعلق بالشأن الثقافي ..يولي
للمفكر والباحث ناجح المعموري من البحوث في
ميادين إبداعه ما هو جدير بالتناول بحثًا ودراسة عناية فائقة بتقديم قراءات تناول فيها عدي ًدا من
لاستقصاء اشتغاله على المرويات وما يرى فيها من الظواهر الثقافية ،بالإضافة إلى بعض الكتب المعنية
وجهة نظر لا نقدية فحسب وإنما يعمل على كشف بشؤون الثقافة والفكر المرتبطة بالعلوم الإنسانية،
أصولها الميثولوجية وأصداء تلك الأصول .و»يرصد
الناقد فاضل ثامر بعين العارف بأدق تفاصيل المنجز كالمثيولوجيا والسوسيولجيا»( .ص)265
الأدبي والثقافي العراقي تجليات بصمات المعموري والمفكر الناقد والباحث ناجح المعموري حين يتصدى
المتمايزة والواضحة في مجال الدراسات البحثية إلى ما في الشرق من حضارات فإنه يرصدها بعين
والقراءات النقدية فهو يقول :هذا الجهد البحثي الخبير ،العارف بما يشتبك منها مع الأساطير ،ومنها
والنقدي للأستاذ ناجح المعموري في حفرياته المعرفية
الجريئة يواجه بشجاعة ومسؤولية قضايا خطيرة ما ينفتح عليها بما يخلق من أجواء ساحرة برائحة
كرستها (المرويات الكبرى) عبر التاريخ منها علاقة التاريخ متناغمة مع ﺁفاق المستقبل ،فالمعموري «حاول
المقدس بالعادي ،ومكانة الجسد في ثقافتنا ..والسعي
لاكتشاف الأصول الميثولوجية والمعرفية في مظاهر رصد التحولات الثقافية في فكر حضارات الشرق
القديمة متصد ًيا إلى تقديم قراءات عن السرديات
حياتنا المعاصرة»( .ص)273 السلالية الكبرى ..فض ًل عن الأساطير والملاحم في
يا لها من جولات ممتعة وغنية مع الباحث والمؤرخ مختلف حقبات التاريخ اللاحقة ..وانزياحات تلك
الأساطير في مجمل منظوماتنا الثقافية والاجتماعية..
أحمد الناجي من مجرة إلى أخرى في فضاءات لذلك نرى المعموري حري ًصا على بيان ذلك التعالق
المعموري واشتغالاته ،بلغة صافية صفاء روحه مع الفكر الأسطوري ..حيث يقول :إن الأسطورة الآن
المتوثبة لخدمة محبوبته الكلمة الطيبة بعزيمة ُصلبة
وهو يتابع ببراعة وصبر ثمانين كتا ًبا وأكثر من
مئة صحيفة فض ًل عن العديد من المجلات العراقية
والعربية وشبكة المعلومات الدولية والمقابلات مع
مجايلي المعموري ..أنجز مشروعه هذا عينًا مبصرة
للإبداع ولبنة رصينة في صرح المكتبة العربية بدقة
متناهية تحاكي نبض قلبه الذي شغفه البحث الجاد،
فض ًل عن براعة في تبويب فصوله ،وربان ذلك كله
ذاكرته التي لم تغفل ما لقامة المفكر والباحث البارز
ناجح المعموري من إسهام فاعل في إغناء المشهد
الثقافي مجس ًدا بذلك قيمة إنسانية عليا متمثلة بالوفاء
لرموز عراق الحضارات والامجاد
____________
* لسان العرب ،للإمام العلامة ابن منظور ،المجلد
السادس (ص.)702