Page 271 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 271

‫‪269‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأى‬

‫ساد ًسا‪ :‬أن َت مخطئ في ك ّل‬                     ‫يكون سببًا فيها بمحض إرادته‬                               ‫مشكلة ِقيمة اعتبار نفسك دائ ًما‬
     ‫شيء وأنا كذلك‬                               ‫مواجهة إيجابيّة إلى أبعد المدى‪،‬‬                           ‫على صواب‪ ،‬والذي يف ّكر بهذه‬
                                                ‫في حين يعجز عن تح ّمل المعاناة‬                             ‫ال ّطريقة تكثر أخطاؤه لانغلاقه‬
 ‫جدير بال ّذ ْك ِر‪ ،‬أ ّن وجود المُ َك ِّذبات‬  ‫نفسها إذا كانت المشاكل مفروضة‬                             ‫على نفسه‪ ،‬ولا يستفيد من تجارب‬
      ‫في الحياة دليل نم ّو وتط ّور‬                                                                         ‫الحياة الجديدة؛ وأخي ًرا مشكلة‬
                                                   ‫عليه فر ًضا‪ ،‬إذ «هنالك لحظة‬                             ‫ِقيمة الحرص على الإيجابيّة في‬
 ‫ونتيجة كون ال ّشخص صائبًا في‬                     ‫إدراك بسيطة ينبعث منها ك ّل‬                               ‫الأشياء كلّها مهما كانت‪ ،‬فهذا‬
 ‫رأيه‪ ،‬حتّى يأتي َمن أقوى نظر ّية‬               ‫ما يح ّققه المرء من تق ّدم وتط ّور‬
‫يتجاوزه‪ ،‬ث ّم يجد ُم َك ِّذ ًبا هو الآخر‬       ‫نذاحت ّني‪.‬الإأّنفهارالد‪،‬حمظةسنؤدورلوكنفيعهانأ ّنكن ّال‪،‬‬         ‫تص ّرف سلب ّي يكبح جماح‬
  ‫وهكذا‪ ،‬فـ»ق َيمنا هي فرضيّاتنا‪:‬‬                ‫شيء في حياتنا بصرف النّظر‬                              ‫الإنسان للتّطور‪ ،‬وتبديل مجموعة‬
  ‫هذا ال ّسلوك جيّد‪ ،‬وهو ها ّم‪ .‬أ ّما‬            ‫عن ال ّظروف الخارجيّة المحيطة‬
‫ذلك ال ّسلوك فهو ليس كذلك‪ .‬وأ ّما‬                                                                            ‫أشياء عديمة النّفع في حياته‪.‬‬
 ‫أفعالنا فهي تجارب كما في ال ِعلم؛‬                                    ‫بنا»(‪.)15‬‬
‫كما أ ّن أنماط المشاعر والانفعالات‬             ‫بشكل عا ّم‪ ،‬لا يتح ّكم الإنسان في‬                          ‫خام ًسا‪ :‬أن َت في حالة‬
                                                ‫ال َق َدر والأحداث‪ ،‬ولكنّه يستطيع‬                              ‫اختيار دائم‬
   ‫والأفكار النّاتجة فهي البيانات‬
          ‫التي نحصل عليها»(‪.)17‬‬                  ‫التّح ّكم في طريقة تعامله مع ما‬                            ‫لا ش ّك أ ّن الاختيار‪ ،‬حتّى بين‬
                                                 ‫يقع‪ ،‬وكيفيّة استجابته له مهما‬                          ‫المشاكل التي تحصل للإنسان‪ ،‬له‬
   ‫ليس هذا فق ّط‪ ،‬فالعقل البشر ّي‬                ‫كانت الوقائع تظهر تافهة؛ بما‬
    ‫يمكنه اختراع بعض اللّغو‪ ،‬ث ّم‬                                                                          ‫أه ّميّة قصوى‪ ،‬بحيث‪ ،‬يستطيع‬
    ‫ُي َص ِّد ُقه ويعتبره حقيقة‪ ،‬وهذا‬              ‫يقتاده إلى َف ْهم أ ّنه في موقف‬                       ‫ك ّل واحد مواجهة المشكلات التي‬
                                              ‫اختيار دائم ومست ّمر‪ ،‬وفي ال ّسياق‬
      ‫موجود فع ًل في الحياة‪ ،‬وله‬
     ‫سلبيّات أكثر م ّما نظ ّن‪« ،‬وقد‬               ‫نفسه لا يجب اختيار ما تراه‬
   ‫ا ّتضح أ ّننا ماهرون ح ًّقا في هذا‬             ‫سلبيًّا بالنّسبة لك و َت ْبني عليه‬
‫الأمر‪ ،‬ماهرون كلّنا»(‪ ،)18‬فالإنسان‬                ‫ُحك ًما‪ ،‬فقد يكون أكثر إيجابيّة‬
 ‫يتم ّسك غالبًا بالمعنى الذي أوجده‬             ‫للآخر والعكس صحيح‪ ،‬وبالتّالي‬
     ‫لنفسه في تفسير أو تقييم أو‬                 ‫َوج َب تحديد المنطلقات بمنهجيّة‬
  ‫تحليل شيء ما‪ ،‬وينحاز له‪ ،‬ولا‬                     ‫للوصول إلى نتائج‪ ،‬وإ ّل كان‬
 ‫يرغب أب ًدا في التّخلي عنه؛ بالتّالي‬             ‫الفشل هو النّتيجة دائ ًما مهما‬
      ‫فكثير من معتقداتنا خاطئة‪،‬‬                ‫حاول الإنسان وفعل‪ ،‬فـ»قد تقع‬
‫وذكرياتنا غير ُم ْؤ َت َم َنة‪ ،‬ما يستلزم‬        ‫ال ّلئمة على أشخاص كثيرين في‬
     ‫ال ّش ّك في أنفسنا وفرضيّاتنا‪،‬‬             ‫أ ّنك غير سعيد‪ ،‬لكن ما من أحد‬
 ‫وإعادة تقييمها على نحو صائب‪.‬‬                     ‫مسؤول عن عدم سعادتك إ ّل‬
                                               ‫أنت‪ .‬هذا لأ ّنك أنت الذي يستطيع‬
      ‫بحيث يظ ّل ال ّشخص نفسه‬                     ‫دائ ًما أن يختار كيف ينظر إلى‬
   ‫آ ِخ َر َمن يرى تص ّرفاته و َي ْح ُكم‬
 ‫عليها‪ ،‬وتبقى هذه الميزة ممنوحة‬                    ‫الأمور‪ ،‬وكيف يستجيب لها‬
 ‫للمحيطين به أكثر منه‪ ،‬لذا وجب‬                  ‫وكيف ُيقيِّمها‪ .‬إ ّن عليك دائما أن‬
  ‫على الإنسان خلخلة ثقته العمياء‬
    ‫في أحكامه المسبقة ال ّصحيحة‪،‬‬                  ‫تختار المقياس الذي تقيس به‬
    ‫بحسبه‪ ،‬دائ ًما على شخصيّته‪،‬‬               ‫تجاربك»(‪ ،)16‬بينما ال ّشخص الذي‬

         ‫وكأ ّنها غير قابلة للم ّس‪.‬‬              ‫يستجيب بلاعقلانيّة لما يقع له‬
‫ناهيك ع ّما لِ ُقدرة التّفكير في أشياء‬        ‫ُيلحق الأذى‪ ،‬بعد ذلك‪ِ ،‬ب ُقدرته على‬

                                                              ‫الفعل في الحياة‪.‬‬
   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276